الحسين البكار // مراسل تربويات بمراكش
لم تكن الأطر الإدارية والتربوية بإعدادية السعادة (جماعة السعادة ضواحي مراكش) تظن بأن صباح يوم الإثنين 14 مارس 2016 سيكون حزينا ومفجعا لان الموت سيختطف منهم زميلهم الحارس العام للداخلية المسمى قيد حياته عبد اللطيف الناصري داخل فضاء مؤسستهم بهذا الشكل المفاجئ ، وخاصة لما يكنونه للراحل من حب وتقدير لما عرف به من تفان في مساعدة زملائه في الخارجية في مختلف الأعباء الإدارية بحكم ما يتوفر عليه من كفاءة في المعلوميات ، كما أن الفقيد قد أفنى زهرة شبابه في تربية الأجيال و مقبل على التقاعد في نهاية الموسم الدراسي الحالي. وقد خيم فضاء من الحزن داخل فضاء المؤسسة وخصوصا بالقسم الداخلي الذي افتقدت تلميذاته حارسا عاما متميزا ، وهن اللواتي أبين إلا أن يحتفلن معه بعيد ميلاده الستين بشكل جماعي قبل يومين فقط من وفاته .
وحول ملابسات الوفاة صرح مدير المؤسسة الأستاذ مولاي عبد الصمد الذهبي لموقع تربويات بأن الراحل قد انتابته مضاعفات صحية مفاجئة صباح هذا اليوم ،بحكم معاناته من مرض السكري والقلب ،بعدما تدخل لتهدئة مشاداة بين الإداريين بالقسم الخارجي للمؤسسة و شقيق أحد التلاميذ جاء إلى المؤسسة يحتج على رفض الإدارة لأخيه بسبب حلاقة شعره المثيرة ، ناعتا الإداريين بأوصاف بذيئة ومخلة بالحياء والاحترام المفروض التحلي بها داخل فضاء المؤسسة التعليمية ونحو الأطر التربوية.
و في السياق نفسه تدخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش المنارة على الخط في هذه النازلة ، حيث طالبت بفتح تحقيق شفاف في ظروف و ملابسات الواقعة، وإجراء تشريح طبي على جثة الراحل لتحديد أسباب الوفاة
ودعت الهيئة الحقوقية إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة التربوية والإدارية لوضع حد للعنف بالمؤسسات التعليمية؛ وتوفير الحماية للأطر الادارية والتربوية وهيئة التدريس والتلاميذ داخل الفضاء المدرسي ومحيطه.
وتجدر الإشارة إلى أن وفاة إطار تربوي بالمؤسسة التعليمية هو الحالة الرابعة من نوعها خلال الموسم الدراسي الحالي ، بعد حالة استاذ مادة الفلسفة بأكادير وأستاذ مدينة آسفي ثم أستاذة بمدينة الدار البيضاء الذين توفوا جميعهم داخل فصول الدراسة.