عبد الرزاق القاروني
تحت شعار: "وخير جليس في الزمان كتاب"، وفي إطار الاحتفال بذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد المحبوب مولاي الحسن واليوم العالمي للكتاب واليوم الوطني للقراءة، نظمت جمعية قدماء طلبة وتلاميذ ابن يوسف بمراكش، بتعاون مع خزانة ابن يوسف ومؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بذات المدينة، يومين ثقافيين يومي الخميس والجمعة 19 و20 ماي 2016 حول موضوع: "أزمة القراءة وطرق تجاوزها"، بمقر خزانة ابن يوسف الكائنة بدار الثقافة - الداوديات بمراكش.
وفي مستهل هذه الندوة، التي أدارها الباحث المكي مربي، ألقى السيد عبد الرحيم الشنكيطي الأنصاري، رئيس الجمعية، كلمة ترحيبية أشار من خلالها أن الهدف من تنظيم هذا النشاط هو التحسيس بأهمية القراءة في التنمية الشاملة لأي مجتمع، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأمة بدأ الوحي الإلهي فيها بكلمة اقرأ، داعيا إلى ضرورة تجاوز ما عليه مجتمعنا الحالي من تراجع في القراءة، خاصة فيما يتعلق بالكتب الورقية.
ومن جهته، تناول الكلمة السيد عبد القادر عرابي، مدير مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، ليؤكد أن طلبة ابن يوسف أبوا أن يتقاعدوا، مؤمنين من خلال الممارسة، ومن خلال هذين اليومين الدراسيين أن أوراش التنمية بالوطن لازالت مفتوحة، وأن العمل على كل الواجهات لا زال مستمرا، مبرزا أن اختيار موضوع القراءة هو ورش أساسي، باعتبار أنه يعني شخصية المغاربة، ويعلمنا أن نقبل بعضنا البعض، وأن ننفتح على الثقافات المختلفة، وأن نستحضر قيم المحبة، وقيم التسامح والعطاء والاجتهاد التي ميزت تاريخنا، وتاريخ الذين ساهموا، بشكل كبير، في بناء الثقافة المغربية، ومعتبرا قضية القراءة والعودة للكتاب المدخل الأساس لإصلاح المجتمع.
وفي ذات السياق، تم إلقاء كلمة أخرى، من طرف السيد خالد ولد الرامي، رئيس جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي. كما عرف هذا الملتقى تقديم مداخلات وعروض تلامس عدة قضايا راهنة، تهم واقع القراءة بالمغرب، وقيمة القراءة في تكوين الفرد وتأهيله داخل المجتمع، إضافة إلى ظاهرة العزوف عن القراءة، الأسباب والنتائج والحلول.
إلى ذلك، تم بهذه المناسبة إلقاء قصائد شعرية، وتنظيم فقرات ترفيهية وتنشيطية، ومعرض للكتب الصادرة حول مدينة مراكش. وكانت أبرز الأسماء التي أثث فضاء هذا النشاط بمداخلاتها ومساهماتها الإبداعية هي الشيخ عبد الحميد محي الدين والأساتذة الباحثون محمد سومير وإبراهيم أبالي، علاوة على الشعراء والزجالين أمينة حسيم، الحسين الوركي، ميلود العلوي، نجيب عفيف، عبد الرحيم العفير، ومحمد لمخنتر، ثم الفنان الحسين المرشوق.
وعقب ذلك، فتح باب المناقشة، حيث تمكن الحضور من تقديم ملاحظات وطرح استفسارات وتساؤلات تهم النهوض بقضايا القراءة والكتاب داخل المجتمع.
وعلى سبيل الختم، تناول الكلمة السيد رئيس جمعية قدماء طلبة وتلاميذ ابن يوسف بمراكش ليشير أن الكتاب الورقي يبقى خير جليس رغم منافسة التقنيات المعلوماتية في هذا الصدد، داعيا الجميع للمساهمة في مشروع تشجيع القراءة وإعادة تنشيط الخزانات والمكتبات العمومية والمدرسية، والاهتمام بالخزانات الخاصة في كل منزل، وتعويد أطفالنا على القراءة منذ الصغر، حتى يستقيم لسانهم باللغة العربية الفصحى وباللغات الأجنبية، وخصوصا باللغة الإنجليزية التي تعتبر لغة السبق الحضاري، في وقتنا الراهن.