بناء على مبادئ دستور المملكة، وخاصة فيما يتعلق ببناء دولة الحق والقانون، وعملا بالاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف المغرب، فيما مجال مناهضة العنف وكل أشكال التمييز، واستنادا إلى اتفاقية اليونسكو الخاصة بمناهضة التميز في مجال التربية، وعملا بالمذكرات الوزارية الصادرة في شأن نبذ العنف داخل المؤسسات التعليمية، وتفعيلا لأدوار الحياة المدرسية، في مجال التربية على حقوق الإنسان،وفي إطار برنامج المنتدى المغربي لشباب التسامح الممول من طرف الخارجية الأمريكية، وباعتبار قضية التربية على حقوق الإنسان والمواطنة، والديمقراطية والتسامح قضية مجتمعية حيوية، تنهض على قاعدة المسؤولية المشتركة، والوعي بالمصير المشترك، والانخراط العملي والوجداني والمهني، في مشروع التربية على هذه المبادئ، ومنها قيم التسامح ونبذ العنف، والإيمان بالاختلاف.
وباعتبار المدرسة والمؤسسات التعليمية بشكل عام، هي الفضاء الأمثل والمناسب لصناعة هذه الثقافة وإشاعتها داخل المجتمع، بات على كل المعنيين من مختلف الشركاء والمتدخلين، واطر تربوية وإدارية العمل في تكامل وانسجام، لتحقيق السلوك المدني القائم على الحوار والمشاركة، والتدبير العقلاني، واحترام الاختلاف. ذلك أن العيش المشترك، في فضاء المؤسسة التعليمية، يجعل الحياة المدرسية مجالا لتحقيق الإحساس بالانتماء للجماعة، وبضرورة التكافل والتضامن، وقبول الآخر عبر آلية الحوار المفضي للتسامح ونبذ العنف.
انطلاقا من هذه القناعات والتصورات، كان منطلق السؤال، داخل المؤسسات التعليمية، حول أهمية التسامح ودوره في تحقيق التعايش السلمي، وفي نبذ العنف وكل أشكال السلوك العدوانية، تجاه الغير والمحيط. وهنا سيكون الدور الهام والحاسم للأندية التربوية المشتغلة على موضوع: التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، وذلك من خلال المشاركة في كل التظاهرات المعنية بهذا الموضوع، لإبراز طاقاتها ومواهبها،إيمانا ودفاعا وعملا على ترسيخ القيم النبيلة التي تسمح بالعيش المشترك.
وفي هذا السياق كانت مشاركة نادي التسامح بمؤسسة مولاي رشيد التأهيلية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بشفشاون، ضمن مسابقات الملتقى الوطني الأول لمنتدى شباب التسامح المنظم بمدينة مراكش خلال يومي 21 و22 ماي 2016، مشاركة هامه أسفرت عن حصول النادي بجائزة الملتقى مع شواهد تقديرية اعترافا بالمجهودات المبذولة في هذا المجال، وذلك عبر ورشات تهم كيفية إعداد النظام الداخلي، وصياغة ميثاق ملتقى منتدى شباب التسامح.
ويذكر أن هذا الملتقى حضي بمشاركة ما يفوف سبعين ناديا ممثلين لجميع جهات المملكة، حصلت من خلاله جهة طنجة –تطوان –الحسيمة، على عشرة جوائز من أصل خمسة وعشرون جائزة على المستوى الوطني.