في إطار تنزيل التدابير ذات الأولوية للرؤية الاستراتيجية 2015-2030 و عملا على تفعيل برنامج القراءة من أجل النجاح بعينة من المؤسسات الابتدائية، تم عقد لقاء تأطيري، تحت إشراف السيد المدير الإقليمي ، يوم الثلاثاء 21 فبراير ابتداء من الساعة التاسعة و النصف صباحا، بمقر المديرية، خصص لتبادل و تقاسم التجارب و الخبرات، في هذا الشأن، بين مختلف الفاعلين التربويين.
و قد أطر هذا اللقاء السادة المفتشون التربويون الذين أشرفوا على تجريب البرنامج بكل من مديرية تاونات ومديرية الحاجب، وشارك فيه السادة المفتشون التربويون بالسلك الابتدائي بمديرية فاس، والسيدات والسادة مديرات و مديرو المؤسسات المعنية بالتطبيق التجريبي للبرنامج، و كذا السيدات و السادة منسقات و منسقو المعرفة القرائية بهذه المؤسسات، إلى جانب عدد من الأطر الإدارية بالمديرية.
استهل السيد المدير الإقليمي اللقاء بكلمة رحب فيها بالحضور، شاكرا السادة المفتشين المؤطرين على تلبيتهم الدعوة و مؤكدا على أهمية التعاون و التقاسم في إغناء البرامج و إنجاح المشاريع التربوية. وأوضح في هذا السياق أهمية البرنامج موضوع اللقاء، باعتبار القراءة مكونا أساسا لتجويد التعلمات، داعيا السيدات والسادة الأساتذة إلى تنويع ممارساتهم التربوية من أجل تحقيق نتائج أرقى و أشمل.
إثر ذلك، قدم الأستاذ محمد بوشيخي، المفتش التربوي بمديرية الحاجب، عرضا تقديميا، اهتم فيه برسم صورة متكاملة المعالم لبرنامج القراءة من أجل النجاح، من خلال الوقوف على سياق حضوره في الخطة الاستراتيجية ودواعي تنزيله و الأهداف المتوخاة منه :
أ- السياق : المشروع ثمرة تعاون بين وزارة التربية الوطنية، ممثلة في مديرية المناهج و مديرية التقويم و الامتحانات، و الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). و يندرج ضمن دينامية الإصلاح التربوي.
ب- الدواعي : نتائج الروائز و التقويمات الدولية التي أثبتت ضعف المستوى القرائي لدى المتعلمات والمتعلمين، و أفرزت الحاجة إلى التركيز على القراءة كمهارة ممتدة إلى باقي التعلمات.
ج- الأهداف : - التمكن من المهارات القرائية لتحسين التعلمات والرفع من جودتها
- استثمار الدراسات التي نظمتها مديرية المناهج لتشخيص وضعية تعلم القراءة واستكشاف
سبل تحسين تعليمها وتعلمها.
و قد شكل هذا التقديم مدخلا تصميميا لمعالجة الأبعاد الديداكتيكية للبرنامج، من زواياه المختلفة. وذلك في العرضين التاليين :
1- عرض حول المقاربة الجديدة للبرنامج : للأستاذ محمد العابدي، المفتش التربوي بمديرية تاونات، وقد تناول فيه بالتحليل بنية المقاربة الجديدة و منهجية أدائها. و ذلك اعتمادا على ما يلي :
أ- مرتكزات المقاربة الجديدة :
- ضرورة العناية بالقراءة في المراحل المبكرة.
- ضرورة تدريب المتعلم على المهارات الصوتية.
- اعتماد الطريقة المقطعية و الانطلاق من الجزء إلى الكل.
- اعتماد الحكاية.
ب- مكونات القراءة حسب المقاربة الجديدة :
- الوعي الصوتي (الفونولوجي).
- التطابق الصوتي الإملائي (المبدأ الأبجدي).
- اكتساب المفردات.
- الطلاقة.
- الفهم.
ج- التنظيم و الأجرأة :
- تقديم الدرس القرائي من خلال محورين : محور الوعي الصوتي و محور تنمية الرصيد اللغوي.
- الهيكلة البيداغوجية السنوية لتدريس القراءة.
- التصميم الأسبوعي لمراحل تدريس الوعي الصوتي.
- تصميم حصص محور الرصيد اللغوي.
2- عرض حول استراتيجيات القراءة : للأستاذ محمد حطاش، المفتش التربوي بمديرية تاونات، تناول فيه المحاور التالية :
أ- الوعي الصوتي الإملائي :
مسوغات الوعي الصوتي- الإملائي و مبادئ تطويره.
- تطبيقات مبادئ تدريس الظواهر الصوتية- الإملائية.
ب- الفهم القرائي :
- تنمية الفهم القرائي باستثمار نصوص وظيفية و حكائية و شعرية (الأناشيد).
- تطبيق استراتيجيات الفهم القرائي.
ج- النموذج الديداكتيكي :
- النموذج الديداكتيكي لتدريس القراءة في السنة الثانية الابتدائية.
و في المرحلة الثانية من اللقاء فتح باب المناقشة، حيث أعرب المشاركون عن امتنانهم للمجهود القيم الذي بذل في إنجاز العروض و الجدوى المحصلة منها، سواء على المستوى النظري أو على مستوى التوجيه العملي. وتمحورت التدخلات، على الخصوص حول النقط التالية :
- إمكانيات التوفيق بين البرنامج و الكتاب المدرسي.
- علاقة برنامج القراءة من أجل النجاح بالمنهاج المنقح.
- سبل التطبيق الميداني للبرنامج و حصيلة تقويمه في مؤسسات التجريب.
و بعد التداول في ما تضمنته هذه النقط من صعوبات متوقعة في الممارسة و من إمكانيات متاحة لتجاوزها و استثمار نتائجها، استخلص السيد المدير الإقليمي حصيلة المناقشة في الإشادة بالجو الإيجابي الذي طبع اللقاء، داعيا الجميع إلى تكثيف الجهود و الحرص على الإبداع و التجديد و تقاسم الممارسات الجيدة، و الاهتمام باستحداث شبكة للتواصل بين مختلف الفاعلين التربويين بمديريات الجهة.
المرجو النقر أسفله للتحميل: