تقرير : عبد الكريم شياحني – محمد الغرباوي
في إطار تفعيل وتنشيط الحياة المدرسية باعتبارها سمة الحداثة والجودة والانفتاح والتواصل والشراكة والإبداع والخلق، يشارك فيها كل المتدخلين والفاعلين، سواء أكانوا ينتمون إلى النسق التربوي داخل المؤسسة أو إلى المحيط الخارجي. نظم النادي الثقافي بثانوية السعديين التأهيلية بالعيون الشرقية التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية لتاوريرت لقاء مفتوحا حول الظواهر الفلكية، عمل على تأطيرها الأستاذ " محمد حاجي " إطار إعلامياتي بجماعة عين لحجر بالمدينة. وذلك يوم الجمعة 24 فبراير 2017 بالفضاء المخصص للأنشطة التربوية بالثانوية التأهيلية المذكورة.
افتتح هذا اللقاء الفلكي بامتياز بكلمة للأستاذ " عبد الكريم شياحني " أستاذ اللغة العربية بالمؤسسة وهي عبارة عن " بورتريه مكتوب " حاول من خلاله تقريب شخصية الاستاذ " محمد حاجي " للحضور الذي لبى الدعوة. استهلها بقولة للعالم الفيزيائي " ألبير أنشتاين " يقول فيها " إذا لم يشك شخص واحد أسبوعيا بأنك مجنون، فأنت لا تحدث تأثيرا في العالم " مسترسلا حديثه عن مؤطر هذا اللقاء قائلا " قد يكون الاستاذ " محمد حاجي " – من حيث لا يدري – مؤمنا بهذه القولة إلى حد أن يعيشها واقعا لا وهما بعينين تشعان ذكاء، وطريقة متداعية في الكلام تذكرنا بأولئك العلماء الذين صورتهم باحترافية أفلام الكارتون التي تحفظها ذاكرتنا، يمنحك الاحساس وأنت تجالسه بأنك حتما قبالة رجل يعرف الأغوار العميقة للحياة، ويختبر مساحات الضوء فيها، متجاوزا العتمة مهما كانت ومهما كان مصدرها. ينتقل بسلاسة ورشاقة بين لغة العلم بتعقيداتها وأرقامها ودقتها، إلى دائرة الفن بحرية، فيفتح للخاطر شرفة يطل عبرها على الملاحم الكبرى، ودورها في التأسيس للوجود الانساني وللمعرفة البشرية، وعلى الأدب مسرحا ورواية وشعرا، مؤكدا على قدرة الاستطيقا على تشكيل كينونة موازية، لا يتوانى عن مناقشة روائع السينما العالمية وكأن هذا الرجل خلق ليفترس، ليفترس الاسئلة المورطة، ويقترح بالمقابل إجابات تزيدنا إيغالا في التورط.
بأفق مفتوح على الممكن يسافر، كانت إحدى رحلاته صوب أوربا بابا للإنكشاف والاكتشاف، عاد بعدها محملا بتحديات بينه وبين نفسه، ما فتئ يحسمها ويصححها."
هذه الكلمة الرائعة في حق الاستاذ ابن مدينة العيون الشرقية جعلت الحضور الذي أتى طمعا في التعرف على موقعه داخل هذا الوجود العامر يتقرب أكثر من شخصية " محمد حاجي ".
ليأخذ الكلمة بعده مؤطر اللقاء العلمي مستهلا مداخلته بالمراحل الكبرى في تاريخ التطور الانساني بدءا من العصر الحجري الى التاريخ المعاصر مرورا بالعصر الحديدي والعصر البرونزي... مشيرا الى الطفرات النوعية التي عرفها الانسان طيلة هذه المراحل التاريخية، مستعينا فيها بأهم الاكتشافات العلمية التي جادت بها قريحته من تليسكوب وآلة بخارية ... والتي لعبت دورا مركزيا وأساسيا في تقدم البشرية.
بعدها قاد الاستاذ " محمد حاجي " الحضور الكريم في سفر افتراضي عبر الفضاء لاستكشاف واستكناه ما يضمه هذا العالم من مجرات وكواكب ونجوم ونيازك ومذنبات وهي تسبح في هذا الفضاء اللامتناهي، والتي جعلت العقول المنتبهة تندهش لما تدركه من حقائق كانت تجهلها من قبل. حيث تفاعل الحضور وخاصة التلاميذ بشكل كبير مع ما جاء في العرض مندهشين أحيانا، ومتسائلين أحيانا أخرى حول ما تعرفوا عليه من حقائق علمية أضيفت إلى رصيدهم المعرفي.
وقبل ختم اللقاء التواصلي، أبى بعض زملاء الاستاذ العصامي إلا أن يقدموا حوله شهادات، فمنهم من اعتبره بنك المعلومات، ومنهم من لقبه بأنشتاين العيون الشرقية، ومنهم من اعترف بفضله عليه واعتبره مكسبا للمدينة ولشبابها. لتقدم له شهادة تقديرية رمزية وبورتريه من إبداع ابن المؤسسة " محمد مقور ".
وللاشارة، فالاستاذ " محمد حاجي" ابن مدينة العيون سيدي ملوك، ولد بها سنة 1960، حاصل على دبلوم في الأشغال الكبرى بمدينة تازة سنة 1985، اشتغل بجماعة بني سيدال بإقليم الناظور منذ 1991 والى حدود 2001، وهي السنة التي سيلتحق فيها كتقني في الاعلاميات بجماعة عين لحجر بالعيون.