في سياق تفعيل البرنامج السنوي الذي أعدته الجمعية المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية، الفرع الاقليمي لبولمان، وفي اطار التنزيل الموائم لاتفاقية التعاون بين المديرية الاقليمية والجمعية الحديثة النشأة والجامحة الطموح، نظم بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين يوم 26 فبراير 2017 على الساعة التاسعة صباحا، يوما دراسيا يحمل عنوان:" التجديد البيداغوجي من التصور الى الممارسة' أطر فعالية هذا الملتقى التربوي، الأستاذ الجامعي والخبير في علوم التربية والذي يمارس مهام التدريس بكلية الأداب والعلوم الانسانية بمدينة بني ملال، عبد الرحيم سيف الدين.
استهل هذه المحطة التربوية الثرية بالمعلومات الدافقة، الأستاذ محمد بوكرن بصفته الكاتب العام للجمعية المغربية لمدرسي لغة موليير، الفرع الاقليمي لبولمان، حيث رحب ترحيبا حارا بالضيف الكريم وبالأطر الادارية والتربوية التي حلت بالفضاء المنيف من أجل الاستفادة من غزارة المعرفة التربوية للأستاذ المحاضر، تحت العين الشاخصة للسيد المدير الاقليمي مرفوقا بالسيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية.
كما المح الى أهمية اللقاء في لحظة مفصلية تمر منها المدرسة العمومية، والتي تحتاج الى كفايات جديدة ومهارات جمة تمكن الأطر المشتغلة من تجويد التعلمات، وتحفيز جهود المتعلمين،والانخراط في الحراك الاصلاحي الذي تشهده مؤسساتنا التعليمية من أجل ربح رهان الجودة.
جاءت اللحظة الحاسمة والمنتظرة من قبل الحاضرين بشغف لا مثيل له، أخذ الأستاذ المحاضر الكلمة التي يجد في وعاءها اللذة التي تحدث عنها رولان بارت في كتابه القيم:"لذة النص". تحدث الدكتور عبد الرحيم سيف الدين عن اشتغاله بالمجال التربوي الذي خبر كل دروبه الملتوية،بدءا من اشتغاله بالتعليم الابتدائي مرورا بالسلك الاعدادي والثانوي، وصولا الى التعليم العالي.
أشاد بالحضور الكريم الذي حج من كل فج عميق، وتحديدا الكوادر التدريسية القادمة من الأماكن القصية، من أجل النهل من المعرفة ومن الخبرة التي راكمها في مجال البحث التربوي، انه الهم المشترك والقاسم الذي يجمع هذا اللفيف من الأطر. فوق هذا وذاك، أوضح أن الهدف المحوري من هذا الملتقى هو التقاسم والتعاون وتعزيز ثقافة الاصغاء والاحترام وتبادل الخبرات في عالم يمور بالمعلومات وتباين المعارف التي لم تعد مطروحة في الطريق، بل متوفرة في الشبكة العنكبوتية التي يتعين حسن استثمارها بما يسعف المتعلم من نماء ملكاته، ويسهم في الارتقاء بمختلف كفاياته.
تناول المحاضر مجموعة من المحاور الأساسية، نجمل أبرز لحظاتها القوية فيما يلي:
التجديد التربوي هو ممارسة فردية يضطلع بها الفاعل التربوي للاستجابة لحاجة ملحة للتلاميذ، تروم تقليص نسبة الفشل الدراسي،ادخال وسائط جديدة قادرة على رفع فعالية المنتوج التربوي وتحقيق عائد عال.
ضرورة ادراج التجديد التربوي في اطار عمل جماعي، باهداف واضحة المعالم، وباليات تنفيذ ميسرة
تجعل المتعلم في صلب الفعل التربوي.
نعيش اليوم في ظل مجتمع متحول، يعرف تغيرات ملموسة متسارعة، تستلزم احداث طفرة نوعية في الممارسة البيداغوجية وتطعيمها بالتجديد الكفيل بالرفع من النجاعة والانتاجية عبر الاستفادة من البحث التربوي.
اثارت مداخلة الأستاذ العديد من التساؤلات التي يمكن اختزالها فيمايلي:
ماهي علاقة التجديد التربوي بالمقاربات الكلاسيكية التي لازالت حاضرة بقوة في المشهد التربوي( دكرولي، فريني، مونتسوري،بياجي...)؟
كيف يتسنى لأستاذ يشتغل في ظروف صعبة تتمثل في الاكتظاظ، وجود تلاميذ يعانون من صعوبات تعلمية،يدرسون في فضاء أقل جاذبية،في غياب تكوين مستمر ومواكبة لمجمل منتوجه على مدار السنة ان يتبنى مقاربة تجديدية؟
هل التجديد التربوي يرتبط اساسا بادراج وسائط التواصل والشبكة العنكبوتية، أم ترتبط بوسائط أخرى كادماج المسرح والشعر والفيلم والجريدة المدرسية وغيرها من الوسائل والاليات، اي بادماج الثقافة والفن في اوصال الفضاء المدرسي؟
حاول الأستاذ تقديم أجوبة شافية لطبيعة الأسئلة والاشكاليات المطروحة وتفاعل بطريقة ايجابية مع انشغالات الأطر التربوية التي ثمنت عاليا مداخلة الأستاذ الجامعي، معربة عن بارقة أملها في أن يحل مرة اخرى برحاب ذات الفضاء من أجل انضاج الشروط القمينة بتحقيق رغبة التجديد في كنف مؤسساتنا.
خالد بركاوي
أستاذ بمدرسة عقبة بن نافع الفهري/ أوطاط الحاج
المديرية الاقليمية لبولمان