عبد الرزاق القاروني
نظمت مدرسة رياض الحمامة بتامنصورت، يوم السبت 20 ماي 2017، حفلا تكريميا لأطرها الإدارية والتربوية المحالة على التقاعد، برسم الموسم الدراسي 2016-2017. ويتعلق الأمر بكل من السيد محمد ياسين، مدير المؤسسة، والسيدة الكبيرة اسويبة، إضافة إلى السيد عبد اللطيف أمين، اللذين كانا يعملان إطارين تربويين بذات المؤسسة.
وفي مستهل هذا الحفل الذي كان بحق حفلا للوفاء بأهل العطاء، ومناسبة لتكريس ثقافة الاعتراف، وباسم التلاميذ، تناوب على الكلمة كل من التلميذة شيماء أجدو، من مستوى الخامس، مشيرة أن المحتفى بهم كانوا قدوة للتلاميذ في السلوك والأخلاق الحسنة، حيث تركوا بصمات رائعة، وقضوا معهم لحظات سعيدة أحسوا فيها أنهم أسرة واحدة، ورسخوا في عقولهم قيمة مهمة تتمثل في الأدب والاحترام والانضباط وحب الاجتهاد. أما زميلها وليد بوخوش، من مستوى السادس، فأكد أن تلميذات وتلاميذ المؤسسة يدينون للمحتفى بهم بالفضل العظيم لتفانيهم في القيام بواجبهم، على أكمل وجه، داعيا لهم، ولكافة الأساتذة، بموفور الصحة وتمام العافية والهناء.
أما السيد عبد الواحد الحمري، أستاذ بالمؤسسة، فألقى كلمة باسم زملائه، أشار فيها أن المحتفى بهم قد أنهوا خدمتهم بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان الشرف الذي هو ميدان التربية والتعليم، مبرزا أنه، بتكريم زملاء أعزاء لهم كل المحبة والتقدير في القلوب، فإنه يتم التطلع في هذه المؤسسة لإرساء تقليد حضاري، يكون فيه الاحتفاء بأهل الفضل، والعرفان بحق السابقين، واجبا لا مناص من تأديته، ونهجا لا بد من مواصلته وترسيخه.
وأضاف أن هؤلاء المكرمين اليوم قد أدوا الأمانة، وحققوا الرسالة، وسجلوا بصمات يشهد لهم بها تلامذتهم ومختلف الأطر التي اشتغلت معهم، وستبقى شهاداتهم في حقهم وساما فخريا يتوج سنين حياتهم، شاكرا إياهم على ما كابدوه من مشاق، وعانوه من صعاب، من أجل تحقيق الغايات والأهداف التربوية النبيلة، وداعيا الله، سبحانه وتعالى، أن يكلل جهودهم السابقة بالسعي المشكور والذنب المغفور، والأجر والثواب، وأن يبارك لهم فيما يستقبلون من أيام عمرهم، وأن يجعل حياتهم سعادة ورزقهم زيادة، وخاتمتهم شهادة.
ومن جهته، قال السيد عبد الغفور نسطاس، رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة، في كلمة بالمناسبة إن للجمعية مشاعر غيورة وصادقة تجاه هذه المؤسسة، مغتنما الفرصة للاحتفاء ورد الاعتبار لرواد هذه المؤسسة الذين أحيلوا على التقاعد، ومعربا عن قناعته وقناعة منخرطي الجمعية للمساهمة في هذه اللحظة السعيدة، كمبدأ من مبادئ الدفاع عن المدرسة العمومية الجديدة.
وبدوره، تناول الكلمة السيد محمد ياسين، مدير المؤسسة المحال على التقاعد، مشيرا أن الإنسان في هذا اليوم يتذكر حياته الماضية، ويسترجع ذكريات وجولات في إطار مهمته، قادته إلى بقاع هذا الوطن العزيز، ليكون خادما لتلامذته ينير طريقهم، في الأودية والجبال وفي السهول والقرى، وشاكرا الجميع، خصوصا جمعية الآباء والأساتذة، الذين قاموا بتذليل مختلف الصعاب التي عرفتها هذه المؤسسة، في بدايتها.
كما تناولت الكلمة السيدة الكبيرة اسويبة، من المحالين على التقاعد، لتنوه بكل من ساهم من قريب أو بعيد في تنظيم هذا الحفل، معتبرة إياه التفاتة طيبة ومناسبة حميدة لتكريم رجال التعليم، بشكل عام، ومذكرة أنها ستبقى في خدمة هذه المؤسسة، ويمكن أن يعول عليها في مختلف الأنشطة التي تعتزم تنظيمها، خلال الأيام القادمة، وداعية لجعل تكريم رجل التعليم بهذه المؤسسة تقليدا يتم الاحتفاء به، كلما دعت الضرورة لذلك.
ومن جانبه، ألقى السيد عبد اللطيف أمين، أحد المحتفى بهم، كلمة قدم فيها موفور الشكر والامتنان لمنظمي هذا الحفل، مرحبا بالحضور الكريم الذي منه من تقاسم معه سنوات العمل، ومنه من جاد الزمان عليه بصداقته التي يعتز بها كثيرا، ملتمسا العذر من أمهات وآباء التلاميذ إذا صدر منه خطأ في حقهم، ومتمنيا التوفيق والنجاح لأبنائهم، وتحقيق كل ما يصبون إليه في المستقبل، دون أن ينسى أن يدعو للجميع بحسن الخاتمة والمآب.
وفي ختام هذا الحفل البهيج، الذي عرف إلقاء كلمات أخرى في هذا الإطار، قدمت هدايا وشواهد تقديرية للمحتفى بهم، عرفانا بالمجهودات الجليلة التي قدموها لقطاع التربية والتكوين، طيلة مسارهم المهني الحافل والغني بالعطاء، في عدة ربوع من الوطن.