المصطفى سالمي
اقترب موعد الدخول المدرسي، وبدأت الأسئلة الرتيبة تطرح نفسها من جديد: ما المستجدات التي تنتظر رجال التربية والتعليم، وكذلك المتعلمين في موسم دراسي أريد له أن يكون مختلفا عن كل ما سبق؟!
ـ أ ـ الدخول المدرسي والتسجيل المبكر: لقد أريد لهذا الموسم (2017 ـ 2018) أم يكون مختلفا من حيث محاربة إهدار الزمن المدرسي الذي يلتهم ـ في المعتاد ـ أسبوعين إلى ثلاثة تخصص لإعادة التسجيل، وتم التعجيل بالعملية في أواخر الموسم الدراسي المنصرم، ولكن أعدادا كبيرة من المتعلمين فضلت السفر على التسجيل، فلا شيء يتهددها في القوانين الجديدة ويحول دون تسجيلها في بدايات الموسم كما هو معتاد.
ـ ب ـ الدخول المدرسي و"الوِزرة": أريد لهذا الموسم الدراسي الجديد أن يتصف فيه المدرس بالحلة الجذابة، والهندام اللائق والمظهر التربوي، متمثلا في ارتداء الوزرة، وهو الأمر الذي أثار موجة من التهكم على مواقع التواصل الاجتماعي، فكثير من رجال التعليم لا مانع لديهم من الظهور بمظهر براق مشرق، فقط لسان حالهم يقول: اهتموا ـ أيها المسؤولون ـ بالجوانب المادية والنفسية لرجل التعليم، واهتموا كذلك بالمحتوى والجوهر، كما تهتمون بالظاهر والبريق، فطلاء الأقسام وواجهات المؤسسات وحدها لا تكفي في ظل تحجر المناهج والمقررات وضعف العدة والتجهيزات..
ـ ج ـ الدخول المدرسي الجديد ومحاربة الاكتظاظ: أريد لهذا الموسم الجديد أن يحد من ظاهرة الاكتظاظ، ولكن البنية التحتية قد لا تشفع في أغلب الأحيان لهذه الطموحات التي لا تتلاءم مع ما تمّ مراكمته من أخطاء ومن إهمال لسنين وعقود خلت، فهل سيحلم المتعلمون والمدرسون بأقسام تحقق الحد الأدنى من أحلامهم؟!
ـ د ـ الدخول المدرسي الجديد والتعاقدات: هل سيحل الموسم الدراسي الجديد مشكلة النقص في الأطر التربوية الذي تعيشه مؤسساتنا مع مستهل كل سنة دراسية، وهل يتعلق الأمر هذه السنة بمجرد ملء فراغات أم بتلبية حقيقية لطموحات المتعلمين كما وكيفا؟!
وقبل هذه الأسئلة المختلفة نتساءل: ما هي يا ترى حقيقة نفسية المدرسين وهم على أبواب موسم دراسي سيأتي بعد عيد الأضحى مباشرة؟ وبعد فوضى الحركة الانتقالية وما رافقها من تخبط؟ وهل كانت أجواء العطلة مريحة بما فيه الكفاية؟ ولماذا أصرت الوزارة الوصية على حرمان المدرسين من الاستفادة من الاصطياف بالأقسام والمؤسسات المدرسية هذه العطلة خلافا للمألوف؟ وكيف هي نفسية الأطر الإدارية التي لم توقع محاضر الخروج إلا بعد أن أوشكت على استكمال شهر يوليوز على غير المعتاد هي كذلك؟ وما مدى جاهزية المتعلمين لموسم جديد سيودع للأبد حقبة وصفت بمرحلة مدرسة النجاح، أو ما اصطلح عليه بـ : (الخرطة المدرسية)، لتحل محلها مرحلة النجاح بالمعدل ولا شيء غير ذلك، حيث الضرب بيد من حديد على الغش والغشاشين وبأقسى العقوبات الممكنة، بل تهديد المدرسين ممن رسب تلاميذهم بنسب عالية بالحرمان من العطلة المدرسية القادمة!
هذه مجرد أسئلة ملحة، أتمنى أن تشكل منطلقا لكتابات أو تعقيبات من المسؤولين ومن المهتمين بالشأن التربوي على السواء، أو تجيب عنها الأحداث والمستجدات، وإلى ذلك الحين أبارك للجميع الموسم الدراسي الجديد وكذلك عيد الأضحى، وأكرر على منوال بيت الشاعر:
عيد بأية حال عدت يا عيد # بما مضى أم للأمر فيك تجديد
وأردد بدل ذلك قائلا: بأية حال عدت أيها الموسم الدراسي الجديد؟!