سينطلق الموسم الدراسي الجديد 2017-2018 والوزارة عازمة، على ما يبدو، أن تكون حازمة لإنجاح الانطلاقة بشكل جيد، ولو مظهريا، من خلال اتخاذ عدة إجراءات تهم تزيين فضاءات المؤسسات التعليمية وتأهيلها لتكون في مستوى الحدث، إضافة إلى اتخاذ قرارات صارمة ضد كل من تخلف عن هذا الأمر. ناهيك عن تنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح من خلال التدابير ذات الأولوية وما صاحب ذلك من إجراءات استثنائية تتعلق في الحسم المبكر في تسجيل التلاميذ وإعادة تسجيلهم وتوزيع الخرجين الجدد وإجراء الحركات الانتقالية ... وكل هذه الخطوات لابد من استحسانها والإشادة بها. طبعا، كل مواطن غيور يتمنى أن تستعيد المدرسة الوطنية عافيتها وتستيقظ من سباتها وتقلع بفلذات أكباده إلى المستوى المرجو ليكون قادرا على الاندماج في المجتمع ويعطى الثمار كمواطن صالح تنتفع به البلاد والعباد. لكن طريق الإصلاح ليس سهلا إلى هذه الدرجة، وليس مفروشا بالورود، فالمنظومة التربوية تحتاج إلى رجال صادقين بدءا بالمسؤولين على الوزارة وانتهاء بأدنى رتبة في سلم المنظومة. لابد من الاقتناع أن أي إصلاح يحتاج إلى تضافر جهود الجميع مع ضرورة إعمال ربط المسؤولية بالمحاسبة مع الجميع دون تمييز.
تعتبر هيئة التدريس بمثابة الأعصاب والشرايين التي تنقل الإشارات إلى الدماغ أو تعمل على نقل الدم لينتشر في جميع انحاء الجسم وأن أي خلل يصيب هذه الأعصاب او أي تورم في الشرايين ستكون نتيجته وخيمة على الجسم كله، إضافة إلى هذا فرجال ونساء التربية والتكوين هم العمود الفقري لأي إصلاح. وأن أي تغيير لا يراعي استقرارهم ولايراعي ظروفهم سيكون مصيره الفشل، حتى ولو تم استقدام أحسن المناهج وأحدث الطرق في التربية.. فالأستاذ الذي يحرم من الاستقرار النفسي والاجتماعي لايمكن أن ينتج ولا أن يبدع، وهذا للأسف الشديد ما يحدث اليوم عندما يتعلق الأمر بضحايا الحركة الانتقالية أو إعادة الانتشار. قطاع التعليم قطاع جد معقد لكن مفتاح إصلاحه يبدأ من إعادة الاعتبار للأستاذ (ة) والمربي وزرع الأمل فيه وتشجيعه ومواكبة مسيرته العملية وتوجيهه والأخذ بيده، متى تعاملنا معه بهذا المنطق فأكيد أنه سيتعامل بنفس المنهج مع أجيال الغد. نعم سيدي الوزير نحتاج إلى الحزم ....لكن حذار أن نستهدف الحلقة الأضعف في سلم المنظومة التربوية ونجعل منها كبش فداء فتُظلًم مرة أخرى ، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند . ......عودة ميمونة وكل عام وتعليمنا بخير...
إدارة الموقع