بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، وتفعيلا لبرنامجه السنوي افتتح فرع الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بإنزكان- أيت ملول، يوم الأحد 26 نونبر2017، أنشطته بمحاضرة للأستاذ الحسين أخدوش، الأستاذ المبرز والباحث في الفلسفة والفكر الإسلامي، تحت عنوان " مفارقات حجة السلطة في خطاب مدرس الفلسفة"، بحضور مجموعة من أساتذة الفلسفة والمهتمين بها.
وقد تمت برمجة هذه المحاضرة وعيا من الجمعية بأن مثل هذه المواضيع تعد فرصة هامة لتجديد التفكير في الإكراهات التي تجابه الدرس الفلسفي، ذاتيا وموضوعيا، وتشكل أرضية لخلق فرص الإبداع التي من شأنها أن ترتقي بتدريس الفلسفة عبر التفكير فيها ومساءلتها ونقدها باستمرار.
وقد انطلق النشاط بداية من العاشرة صباحا بقاعة الاجتماعات بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بإنزكَان، حيث استُهل بكلمة للكاتب العام لفرع الجمعية، تلته المحاضرة التي انطلقت من وضعية الدرس الفلسفي بالمغرب، والتي رغم أنها شهدت تطورا إيجابيا ملحوظا على المستوى الكمي (الغلاف الزمني،المستويات والشعب المعنية،المواضيع والمفاهيم والإشكاليات المقررة...) فإن الجميع يكاد يجزم أن درس الفلسفة في المدرسة المغربية لا زال يواجه تحديات حقيقية من حيث حضوره النوعي. ولعل هذا الأمر يتأكد عندما نستحضر الهوة الحاصلة بين التصور النظري لدرس الفلسفة وبين واقع الممارسة البيداغوجية الفصلية والممأسسة لتدريس الفلسفة بالمغرب، إذ ما فتئت التصورات المنظرة لتدريس الفلسفة (ومعها الأطر المرجعية الرسمية لدرس الفلسفة) تؤكّد على أن الأمر يتعلق أساسا بتمرين في التفكير العقلاني والنقدي، وباكتساب لمهارات تحليل الفكرة وإعادة بنائها، لكن هذا القول كثيرا ما ينكسر في واقع الممارسة البيداغوجية والمؤسساتية، حتى يغدو درس الفلسفة بعيدا كليا أو جزئيا عن الأهداف المسطرة له.
وقد أعقب العرض نقاش جدي مستفيض حول القضايا التي جاءت بين ثناياه، سواء منها ما تعلق بالمضامين المقررة في برنامج مادة الفلسفة، أو ما يتعلق بطرق التدريس والممارسات البيداغوجية التي تستهدف تنزيل تلك المضامين، وكذا المشاكل المرتبطة بالكتابة الإنشائية الفلسفية وسبل تقويمها.