محمد بكنزيز //
بيوكرى – اشتوكة ايت باها -
بعد الإعلان التدريجي على نتائج مباريات ولوج المؤسسات العليا ذات الولوج المحدود، تبدأ الحيرة في الاختيار، عندما يتعلق الامر بالقبول في أكثر من واحدة.
الجميع يعلم أنه عندما يتم إعلان المباريات، فأغلب تلاميذ البكالوريا يترشحون لأكثر من واحدة منها، نظرا لعدم معرفة معدل البكالوريا وعتبة القبول.
وانطلاقا من هذه الوضعية، تبدأ مشاكل الحيرة في الاختيار وتدخل الابوين و العائلة و الأصدقاء، في اختيار الطالب، مما يجعله في حيرة عندما لا يتشبث بمشروعه الشخصي الدراسي والمهني.
فكل طرف من الأطراف السالفة الذكر يتدخل في الاختيار انطلاقا من قناعاته ومقارنته بين المجالات والتكوينات التي تم القبول بها. وهناك من يقوم بالإسقاط La projection فيقترح على الطالب التكوينات التي لم يفلح في الولوج إليها عندما كان في نفس المستوى.
كل هذا، يخلق مشاكل ونقاشات داخل الاسرة التي تريد فرض تكوين معين على الابن/البنت.
وهذا ما نراه في عدة حالات، عندما يفرض اختيار معين على الابن، يمكن أن يفلح فيه ولكن في داخله غير راض عليه، أو لا يفلح ويفشل في بداية التكوين أو في مرحلة من مراحله.
كثيرة هي الأمثلة التي فرض عليها تكوين معين، وحصلت على الديبلوم في نهاية التكوين، سواء في الطب أو الهندسة أو الفلاحة أو غيرها، وغيرت مسارها المهني إلى مجال آخر، كالتجارة و الفن و الكتابة و الصحافة و الرياضة وغيرها، لسبب بسيط وهو أنها لم تكن قط شغوفة بالتكوين المفروض عليها.
ان موقف الأسرة الإيجابي من بعض المهن ومكانتها الاجتماعية، يجعلها لا تتقبل ممارسة ابنها لمهن أخرى غيرها. مما يخلق أزمات ومشاكل نفسية واجتماعية داخل الاسرة. و يمكن إرجاع سبب هذه المشاكل إلى عدم الإيمان بالمشروع الشخصي الدراسي والمهني للمتعلم، وبنائه تدريجيا انطلاقا من القدرات والميولات والرغبات والكفاءات التي يتوفر عليها، زيادة على الترشيح إلى عدد كبير من المباريات والقبول في أكثر منها (رغم علمه المسبق أنه لن يلج بعضها إن قبل بها). و يمكن تفادي مثل هذه المشاكل، عندما يتم تحديد التكوين المستقبلي من قبل، والا ستبدأ المقارنات بين التكوينات التي قبل بها، مما يخلق نوعا من الارتباك ويمكن أن يؤثر ذلك على تحقيق المشروع.
يعتبر ترك الاختيار للمتعلم في دراسته وتكوينه أمرا ضروريا، لأنه هو الذي سيبني مستقبله وحياته. ودور الأسرة يكمن في المساعدة والمواكبة والمصاحبة وتوفير ظروف تحقيق ذلك. فكيفما كان مستوى المتعلم، إن قام ببناء مشروعه وتحديد أولوياته، فحتما سيحققه وسينجح فيه.
يعتبر تكوين المتعلم بصفة عامة في التربية على الاختيار والمواكبة والمصاحبة من بين العوامل المساعدة على النجاح في تحقيق المشروع الدراسي والتكويني والمهني وبذلك تحقيق مشروع الحياة. أما التدخل في اختيارات الأبناء من قبل الأسرة فغالبا ما يؤدي الى فشل المشروع الدراسي والمهني.