مراسلة أ.أ
حج عشرات الآلاف من نساء ورجال التعليم صباح اليوم الخميس 21 دجنبر 2023 إلى مدينة الرباط، حيث شاركوا في مسيرة احتجاجية أمام مقر البرلمان، بدعوة من التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم بالمغرب والجامعة الوطنية لموظفي التعليم untm والتنسيقية الوطنية لأساتذة الثانوي التأهيلي. وقد رفعت بالمناسبة شعارات تدعو إلى إنصاف هيئة التدريس بجميع أسلاكهم إلى جانب أطر الدعم من جهة ، ومن جهة أخرى تدعو الوزارة والحكومة إلى الكف عن تضليل وتغليط الرأي العام الوطني بنتائج الحوار الذي وصفوه ب"المغشوش"، مطالبين من خلال هذه المسيرة الحكومة إلى إعادة قراءة الحراك التعليمي والعمل على استيعابه من أجل إيجاد حلول منصفة للشغيلة التعليمية.
وبالموازاة مع هذه المسيرة الممركزة نظم التنسيق الوطني لقطاع التعليم والذي تعتبر نقابة fne إحدى مكوناته، وقفات ومسيرات احتجاجية أمام الأكاديميات و المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية على الصعيد الوطني منددا بالحوارات التي تستهدف شق صف نساء ورجال التعليم مطالبا المسؤولين على القطاع بالعمل على الاستجابة لمطالب الشغيلة التعليمية وإنصافها والكف عن سياسة التخوين والاتهامات المغرضة لهذه الفئة التي تنشد الكرامة والرقي بالمدرسة العمومية .
يذكر أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تقوم بمعية النقابات الأربع الأكثر تمثيلة، باستثناء نقابة fne، بجولات حوار من أجل مراجعة النظام الأساسي المثير للجدل، وستواصل اللجنة الثلاثية والنقابات اجتماعاتها يوم غد الجمعة 22 دجنبر 2023 من أجل استكمال برنامج لقاءاتها.
يشار كذلك أن العديد من المؤسسات التعليمية العمومية عرفت شللا بسبب الإضراب الوطني الذي دعت إليه التنسيقيات التعليمية ونقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم لمدة أربعة أيام من 19 إلى 22 دجنبر الجاري حيث تم تسجيل حوالي 90% من النسبة العامة لنجاح هذا الإضراب استنادا إلى مصادر مطلعة.
وأمام ضغط التنسيقيات التعليمية والنقابات غير المشاركة في الحوار وضغط جمعيات آباء وأمهات التلاميذ والقطاع الخاص، على الحكومة أن تبدل قصارى جهودها من أجل إنصاف نساء ورجال التعليم وخاصة منهم المدرسين والمدرسات الذين عانوا منذ مدة من متاعب هذه المهنة التي يفترض منها أن تعاد لها مكانتها وكرامتها المسلوبة منذ عقود، وأن تسلك في هذا الأمر مبدأ الشفافية والوضوح ، بعيدا عن المراوغة والتماطل، لإنقاذ ما تبقى من هذا الموسم الدراسي من الضياع.
ونظرا لكون الحكومة لم تستوعب بعد مآلات الوضع، يأمل متتبعو الشأن التعليمي المغربي أن تتدخل المؤسسة الملكية من أجل إعادة الثقة المفقودة بين نساء ورجال التعليم والحكومة، وتحقيق الإنصاف لأسرة التعليم وإغلاق قوس الاحتجاج والاحتقان الذي يهدد السلم الاجتماعي على الصعيد الوطني.