بـــنـوفــغــى ، وهذا نصه :
س-ما تقييمكم للنصف الأول من السنة الدراسية الحالية؟
ج:أود في البداية أن أشكركم على إتاحتكم لنا هذه الفرصة التي ستمكننا من الإحاطة بموضوع التعليم ولو جزئيا، والشكر موصول لكل طاقم "موقع تربويات" على انفتاحه على كل القطاعات وخصوصا قطاع التربية والتكوين الذي يكتسي أهمية كبيرة لدى كل مكونات المجتمع.بخصوص سؤالكم،فإن النصف الأول من السنة الدراسية الجارية كانت نتائجه جيدة، طبعها الاستقرار والثبات والتحصيل الجيد الذي فاق كل التوقعات، وذلك راجع إلى توفر الموارد البشرية اللازمة، والانطلاقة الفعلية للدراسة في الوقت المحدد لها، والتي لم تشبها كثرة التوقفات مقارنة مع السنة الفارطة، وكذا المجهودات المتواصلة والجبارة التي تبذلها الأطر التربوية والإدارية والتي انعكست بالإيجاب على التلميذات والتلاميذ، حيث سجلت نتائج حسنة على مستوى الامتحانات الإشهادية بالثانوي الإعدادي وعلى مستوى المراقبة المستمرة بسلكي التعليم الابتدائي والثانوي التأهيلي.وهو بالمناسبة ما ثمنته النقابات التعليمية الحاضرة خلال الاجتماع المنعقد شهر فبراير المنصرم لتقييم حصيلة الأسدوس الأول، وذلك من خلال الإشادة بالمجهودات المبذولة، وحسن النية في التعامل مع قضايا التربية والتكوين، دون إغفال ملاحظات كل المتدخلين والتي نعتبرها قيمة مضافة، تصب كلها في مصلحة المنظومة التربوية، وهذه هي الشراكة المنشودة.
س-هل من تفكير وتخطيط لبرنامج فعال لإنجاح الموسم المقبل بناء على هفوات السنة الحالية؟
ج- أؤكد لكم ولله الحمد، أن هذه السنة وبدون مبالغة، لم تعرف هفوات ولا مشاكل؛ فالتزامنا بانطلاق الدراسة في الوقت المحدد لها، جعلنا نفكر في تدبير الخصاص والفائض قبل انطلاق العمل داخل الفصول الدراسية، وهو ما تأتى لنا من خلال إجراء جميع الحركات الانتقالية، والتي شملت التعيينات الجديدة، وإعادة انتشار محلي للأساتذة الاحتياطيين لسد الخصاص الحاصل في بعض المواد من قبيل مادتي الرياضيات والتربية البدنية. ثم إن سعي النيابة الإقليمية وراء تحقيق أهداف الوزارة الوصية، جعلها تبذل كل الجهود منذ الآن لتحديد حاجيات الموسم المقبل وخصوصا الموارد البشرية -التي تعتبر أساس كل ممارسة تربوية- بعد استحضارنا لمجموعة من المؤسسات التعليمية المبرمجة في السنوات المقبلة وبعضها في طور الإنجاز.وأريد أن أشير إلى أن العملية التعليمية بالوسط الحضري ومن كل الجوانب تحقق أعلى وأحسن المؤشرات، على عكس ما نسجله بالوسط القروي من إكراهات من قبيل الترحال المتكرر للأسر، و بعدهم عن المدارس والفرعيات، ناهيك عن قساوة المناخ والطبيعة؛الأمر الذي يستوجب مزيدا من التأطير والدعم، وتكثيف جهود جميع المتدخلين في الشأن التعليمي بالإقليم.ومن أجل تشجيع ودعم التمدرس، عملا على الحد من ظاهرة الهدر المدرسي خصوصا بهذا الوسط، فإننا نحرص على استفادة كل التلاميذ من الإطعام المدرسي، ومنحهم منحة كاملة بعد مرورهم لسلك التعليم الثانوي الإعدادي، يستفيدون منها بداخلية الثانوية الإعدادية المسيرة الخضراء، والتي أحدثت خصيصا لهذا الغرض.
س- تتبنى الوزارة الوصية تدريجيا سياسة اللامركزية حيث مؤخرا تسلم بعض الوثائق بمكاتب النيابة الإقليمية، ما وقع ذلك على هيئة التربية والتكوين بالإقليم؟
ج- فعلا، بعد صدور هذه المذكرة الوزارية، تم إخبار جميع العاملين بالقطاع بفحواها؛ إذ يمكن لهم الحصول على مجموعة من الوثائق محليا، يتم سحبها من مكاتب النيابة في ظرف قياسي ( نصف يوم) دون عناء السفر والانتقال إلى المصالح المركزية، وهنا تسعى وزارة التربية الوطنية إلى توفير الظروف الملائمة للاستقرار النفسي، والمشجعة على أداء الواجب على أحسن وجه. ومثل هذه المبادرات هي بداية التنزيل السليم للجهوية واللامركزية،
س- نتيجة عدة اجتماعات بعمالة الإقليم،تم توقيع اتفاقية يشار إليها بالهامة فهل من توضيح شاف؟
ج- كما تتبعتم، شهدت قاعة الاجتماعات بعمالة الإقليم وبرعاية السيد العامل محمد سالم السبطي، مجموعة من اللقاءات والاجتماعات ترأسها السيد عامل الإقليم بحضور جميع المتدخلين في المنظومة التربوية، من نقابات تعليمية، جمعيات المجتمع المدني، جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، المجالس المنتخبة والمصالح الخارجية الممثلة بالإقليم، تم خلالها تشخيص الوضع التعليمي والتربوي بالإقليم، وتحديد كل الحاجيات وكل المجالات التي تستدعي الدعم من أجل الرقي بالعملية التعليمية، وتشجيع نساء ورجال التعليم على الجد والعطاء.
وبالفعل كانت مبادرة السيد العامل جد مهمة، بعد التأكيد على أن الشأن التعليمي أمر يهم الجميع يستوجب انخراط كل الفاعلين، وهكذا تم وضع مشروع تربوي متكامل، خضع لدراسة متأنية ودقيقة، أجمع كل المتدخلين على أهميته؛ ومن هنا أود أن أبشر الجميع، وخصوصا العاملين بالقطاع بهذا الاتفاق الذي ينتظر فقط بعض التوقيعات على مستوى الجهات المانحة للشروع في تنفيذه.
وبالمناسبة فإن الفضل الكبير يرجع إلى مبادرة السيد عامل الإقليم الذي ما فتئ يولي اهتماما خاصا لهذا القطاع.
س-ماهي النقط أو المجالات التي لا زالت تتطلب جهدا للرقي بالمنظومة التربوية المحلية؟
ج- طبعا، لا مجال للمقارنة في التطور الذي عرفه إقليم السمارة منذ استرجاعه إلى الآن، ففي مجال التربية والتكوين نتوفر على مؤهلات تستجيب لحاجيات الساكنة، غير أننا نؤكد أن هناك طلب متزايد على التمدرس، نتيجة النمو الديموغرافي الذي يعرفه الإقليم، مما يستدعي الالتزام بجاهزية المؤسسات التعليمية المحدثة في أوقاتها المحددة. وفي هذا الصدد نسجل بعض التباطؤ لدى بعض المقاولات لأسباب متعددة ومتداخلة، مما يجعل النيابة الإقليمية في مشاكل متشعبة،هي في غنى عنها، لهذا لابد من إعادة النظر في كيفية التعامل مع مقاولات البناء وتبسيط المساطر أثناء الفسخ،و التشديد على احترام مدة الأشغال.
وبخصوص الموارد البشرية، فإن البعد عن مجموعة من المرافق، تجعل نساء ورجال التعليم لا يستفيدون من خدمات مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية، سواء النقل أو التطبيب أو الاصطياف وغيرها من الامتيازات التي يستفيد منها نظراؤهم بمناطق أخرى من المملكة، مما يجعل النقابات تطرح علينا دائما مثل هذه المشاكل، والتي هي خارجة عن اختصاصنا، لهذا وجب التفكير في إيجاد حل منصف، بغية مزيد من الاستقرار بالإقليم.
س- كيف ساهم المتدخلون والشركاء في الميدان التربوي في إنجاح الورش التربوي بالإقليم؟
ج- نحن نؤمن أن قطاع التربية والتكوين ذو أولوية بعد الوحدة الترابية، ولنا اليقين أن التعليم شأن الجميع، بذلك نحن منفتحين على كل المصالح وكل الجمعيات المدنية، وهمنا واحد هو الرقي بالمنظومة التعليمية، وتحقيق تعليم هادف لكل فلذات أكبادنا؛ مع توفير كل الشروط المناسبة والظروف الملائمة لجميع الأطر التربوية والإدارية لتأدية مهامهم كما هو مطلوب، وهكذا نجد بجانبنا الدعم الكبير واللامشروط من جمعيات الآباء والمنتخبين والمصالح الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وخصوصا أن المؤسسات التعليمية تنظم زخما من الأنشطة العلمية والفنية والدعم التربوي، بفضل الطاقات الشابة المشكلة للعنصر البشري بنيابتنا؛كل هذا يجعلنا في حركة ونشاط مستمرين ومتبادلين، هدفهما الأسمى خدمة الناشئة. وخير دليل على ذلك،الاتفاقية المشار إليها سالفا برعاية السيد عامل الإقليم.
س- ما طبيعة علاقاتكم بالفرقاء الاجتماعيين ؟
ج- علاقتنا بالنقابات طبيعية جدا، يسودها الاحترام المتبادل، يجمعنا هم واحد،يصب في صيانة المكتسبات وتحقيق الحقوق مع أداء الواجب؛ وبالمناسبة أؤكد لكم أن الفرقاء الاجتماعيين شركاؤنا في تدبير الحقل التعليمي بالإقليم؛ يُشكرون على غيرتهم على القطاع وموضوعيتهم في طرح كل الإشكالات العالقة، والتي نتخذها محمل الجد لإيجاد حلول منصفة، كما نأخذ بعين الاعتبار كل مقترحاتهم وأفكارهم التي تعتبر خير سند لنا، وهكذا تجرى الاجتماعات الدورية في وقتها مع عقد لقاءات انفرادية مع كل مكتب نقابي طلب ذلك؛ ومن جانبنا كذلك نستشيرهم في أمور عدة، ولم يبخلوا يوما بكل ما من شأنه أن يسير بنا إلى الأمام.
س- هل من كلمة أخيرة؟
ج- أوجه تحية إجلال لكل العاملين بقطاع التربية والتكوين،والشكر موصول لكل الشركاء والفرقاء على دعمهم، فبفضلهم أصبحت العملية التربوية بالسمارة في تقدم مستمر؛كما نشيد بعناية كل من السيد عامل الإقليم والسيد مدير الأكاديمية ودعمهما المتواصل، الذي جعلنا كذلك لنسير بخطى ثابتة قصد تحقيق كل الإصلاحات التربوية التي تنشدها وزارة التربية الوطنية.
ولموقعكم "تربويات" بجزيل الشكر على التغطية الإعلامية المتواصلة .
أجرى الحوار: إبــــراهــــيــــم بــــنــــوفــــغــــى
Benouafgha @gmail.com
السمارة