لمراسلتنا : [email protected] « الخميس 28 مارس 2024 م // 17 رمضان 1445 هـ »

وثيقة مرجعية في شأن تكييف البرامج

في ما يلي وثيقة مرجعية في شأن تكييف البرامج الدراسية الصادرة عن مديرية المناهج -يناير 2024...

​بطاقات توصيف الاختبارات

​بطاقات توصيف الاختبارات الكتابية لمباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين لتوظيف أطر التدريس...

الوزارة تعلن عن ​إجراء

تعلن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن إجراء مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين...

تربويات TV

لقاء مع السيد محمد أضرضور المدير المكلف بتدبير الموارد البشرية وتكوين الأطر بالوزارة حول مستجدات الحقل التعليمي


هذا رد التنسيقية على إنهاء الحكومة للمفاوضات مع ممثلي الأساتذة


مسيرة نساء ورجال التعليم بمدينة تيزنيت يوم 2023/11/23


تغطية الوقفة الاحتجاجية أمام المديرية الإقليمية للتعليم بسيدي إفني يوم 02 نونبر 2023


الأساتذة يحتجون امام المديريات الإقليمية للتعليم


كلام يجب أن يسمعه معالي الوزير

 
أحكام قضائية

حكم قضائي بإلزامية إخبار الإدارة للموظف كتابيا بنقطته الإدارية كل سنة تاريخ الصدور : 17 فبراير 2015


أحكام قضائية

 
البحث بالموقع
 
أنشطة المديريات الإقليمية

مراكش: ورشة للتثقيف بالنظير بالوسط المدرسي


المديرية الإقليمية للتعليم بأكادير تحتفي بالمتفوقين بمناسبة اختتام الموسم الدراسي 2022-2023


''تفعيل مستجدات المنهاج الدراسي للسلك الابتدائي'' موضوع الندوة التكوينية من تنظيم المديرية الاقليمية للتعليم أكادير إداوتنان


الحوز: نور الأطلس يسطع في تحدي القراءة

 
أنشطة الأكاديميات

ورشة لتقاسم نتائج دراسة حول العنف بالوسط المدرسي بمراكش


''مشروع إعداديات الريادة'' محور اللقاء التواصلي الجهوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة


أكثر من 156000 تلميذ (ة) استفادوا من الدعم التربوي على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة سوس ماسة


المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتّربية والتكوين لجهة سوس ماسة صادق بالإجماع على قضايا جدول أعماله

 
خدمات تربوية

تربويات الأطفال


تربويات التلميذ والطالب


موقع تبادل (تربويات)


فضاء جذاذات أستاذ(ة) التعليم الابتدائي


وثائق خاصة بمدير(ة) التعليم الابتدائي

 
خدمات

 
 


أضيف يوم 2013-10-04 10:16:53

التعليم ورهان الجهد الخلاق




" كما أن الرجل لا يستطيع ارتداء الملابس التي يرتديها وهو في سن الطفولة والتي كانت تلائمه، فإن أي نظام تعليمي لا يستطيع أن ينجح في مقاومة الحاجة إلى تغيير ذاته عندما يتغير كل شيء من حوله" فيليب كومبز.
تشهد كل من لفظتي الجودة والإبداع تداولا ملفتا في الأدبيات التربوية الحديثة يعكس التلازم القائم بينهما . فالجودة في التعليم تفرض اتكاءه على رؤى وتصورات مبدعة تـنفذ إلى صميم المشكلة لتفتيتها من الداخل ثم تجاوزها , بدل الاكتفاء بإثارة الغبار حولها . أما الإبداع فيؤسس للنماذج العملية الحية التي ترقى بالأداء التعليمي و تحرره من مختلف الكوابح و العراقيل .....

 

و إذا كانت الاختيارات التربوية التي أعلنتها الوزارة الوصية تراهن على تفتيح ملكات الطفل , وإعمال الفكر النقدي و الحث على الإبداع والابتكار , إلا أن واقع المدرسة المغربية يثير بحدة سؤال الأجرأة , و ما يرتبط بها من آليات و برامج وخطط تنفيذية .
فهل المدرسة المغربية مؤهلة اليوم لتطوير القدرات المبدعة لدى الطفل و تحريره من أنموذج التعليم التقليدي , أم أنها لا زالت أسيرة اللاتوافق بين الطرح النظري و الممارسة العملية ؟
وكيف يمكن إحداث نقلة نوعية في الأداء التعليمي قبل تخليص المنظومة نفسها من التناقض الجوهري ,و قائمة التوازنات الصعبة التي تحد من الحركة و الفعل ؟
وهل الإبداع و الجودة مجرد وصفات جاهزة تحقق المرجو بأقل جهد و تكلفة , أم أن لها ارتباطا عضويا ببيئة التعلم و بالتفكير و الأداء ضمن نسق مفتوح و خال من العوائق التنظيمية و الإدارية ؟
إنها الأسئلة الشائكة التي تفرض قدرا كبيرا من الشجاعة لتخطيها صوب أي تطوير مستقبلي للتربية و التعليم .فالإبداع في جوهره توسيع لنطاق الخبرة الإنسانية , و تخلص من السياقات النمطية في التفكير و الفعل , ومن المنظور الواحد لرؤية العالم ! وهو ما لا يمكن تحقيقه على صعيد الممارسة التعليمية إلا بالتخلص من جملة الإكراهات التي يضج بها المشهد التربوي .

ينشأ العائق الأول من التردد الذي يطبع المنهاج الدراسي بين الاستجابة لتحديات الانفتاح على عالم لا يكف عن التغير, والحرص على تثبيت الوضع القائم ضمانا لاستقرار المجتمع. بل ويبلغ التذبذب مداه حين يتم اللجوء إلى استيراد النماذج الجاهزة بغية حرق المراحل و تعويض ما فات , فيصبح المنهاج حبيس الإطناب المعرفي الذي يفضي بالضرورة إلى تعليم "بنكي" قائم على إيداع المعارف ثم استعادتها عبر آلية الامتحان . لذا لم يكن من الافتئات أو التجني أن يُبدي مشاهير المبدعين تذمرهم الشديد من أنماط التعليم السائدة التي تفتقر للجرأة و روح المغامرة وتقدير الإنجاز الفردي .فقد عبرألبرت آينشتاين عن إدانته لهذا النمط قائلا " لقد كان على المرء أن يحشو عقله بكل هذه المواد , سواء كان يحبها أم لا , و كان لهذا الإجبار أثر بلغ من سوئه علي أنني وجدت , عندما اجتزت الامتحان النهائي , أن النظر في أية مشكلات علمية أمر بغيض لمدة عام كامل ".

أما العائق الثاني فذو صلة بالتأرجح الواضح بين دعم الوظيفة الاجتماعية للمدرسة , و الإخفاق في التصدي للظواهر السلبية التي ترتب عنها اهتزاز ثقة المجتمع في مدرسته . و لا أدل على ذلك من الفجوة المعرفية الحادة بين ما يتلقاه التلميذ داخل حجرة الدرس , وما تطرحه يوميا الوسائط المتعددة لتكنولوجيا المعلوميات . ففي عالم تشهد خريطته المعرفية تبدلات سريعة , تعالت الصيحات بضرورة تأهيل المدرسة لمواجهة تدفق المعلومات و تمكين طفل الألفية الثالثة من تعليم يُنمي قدراته على الفهم والتفكير و الإبداع . وقد سبق لتقرير اليونسكو الصادر عام 1996 تحت عنوان " التعلم : ذلك الكنز المكنون " أن حدد دعائم أربعة يجدر بكل منظومة تعليمية تطمح للتغيير أن تنتظم حولها وهي :
- التعلم للمعرفة : أي اكتساب الفرد لأدوات فهم العالم المحيط به , كي يتسنى له تنمية قدراته المهنية و التواصلية .
- التعلم للعمل : والذي يتيح له التطبيق العلمي لمعارفه , و تكييف تعلماته مع العمل المنتظر .
- التعلم للعيش مع الآخرين : و المبني أساسا على مشاركة الآخرين في كافة مظاهر النشاط الإنساني للتخفيف من العنف السائد وأنماط التدمير التي ابتدعتها البشرية .
- التعلم لنكون : ويهم تعزيز البعد الروحي و تنمية الحس الجمالي والمسؤولية الشخصية بشكل يتيح للفرد تكوين فكر مستقل و ناقد , وقدرة على اتخاذ القرار الصائب في مختلف ظروف الحياة .
لكن برغم الكم الهائل من التوصيات , وضراوة الاكتساح المعرفي و التكنولوجي ,لا تزال المدرسة المغربية منكفئة على نفسها , و غيرمعنية بما يدور خارج أسوارها ! حريصة على إدارة النشاط التعليمي وفق أنموذج محافظ , و مترددة في الانفتاح الفاعل على المجتمع وتطوير سبل التأثير فيه .
من الطبيعي إذن أن يترتب عن هذا الوضع بروز ظواهر سلبية خطيرة ممثلة في العنف المادي و المعنوي إزاء المدرسة و العاملين فيها , و أن تغدو مهنة التعليم محط ازدراء و وصم بالتخلف و الجمود .

ويرتبط العائق الثالث بالمعايير و الأساليب المعتمدة في انتقاء و تكوين المدرسين , ومدى نجاعتها في صناعة المدرس المحترف , و القادر على إحداث الفرق في المنعطفات الحاسمة . فمعلوم أن الأفكار و الرؤى التربوية مهما بلغت جدتها و أصالتها , تظل بلا قيمة إن لم يوجد المدرس القادر على تشربها و ترجمتها إلى تطبيقات أصيلة .ولعل من مثالب التعليم التقليدي أنه حصر أداء المدرس في نقل صيغ أولية للمعارف دون أن يتيح له فرص الاستكشاف و التجريب و البحث . لذا تقف فئة عريضة منهم اليوم حائرة أمام طرائق واختيارات تفرض إعدادا تربويا و نفسيا رصينا .
و في سياق تشخيصه لاختلالات منظومة التعليم بالمغرب , يعرض التقرير السنوي للمجلس الأعلى للتربية و التكوين الصادر عام 2008, لخمس إشكاليات مركزية من ضمنها الخصاص المتزايد في التكوين و التأطير. فبحسب هذا التقرير تقف محدودية التكوين الأساسي و المستمر عائقا أمام الرفع من كفايات المدرسين . فمدة التكوين قصيرة و غير كافية لأداء مهني بمتطلبات جديدة , كما أن الجانب التطبيقي يتركز أساسا على التحكم في مواد التدريس , ولا يولي عناية واضحة للإعداد اللازم لمواجهة الوضعيات الصعبة للتعلم , من قبيل الأقسام المكتظة أو ذات المستويات المتعددة .أما الإنجازات المتعلقة بالتكوين المستمر فهي جد محدودة و لا تستند إلى تخطيط منتظم .
إن حالة الطواريء التعليمية العالمية التي يعيشها المجتمع المعاصر, بحسب توصيف الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" , تفرض إعادة النظر في نهج تكوين المدرسين , كخطوة أولى و حيوية لإرساء بيئة تعلمية حديثة تسهم في بناء الشخصية المبدعة , و تضفي على الأداء التعليمي سمة الجهد الخلاق.
أما العائق الأخير فمرتبط بالنظرة الآنية التي تحكم الخطاب الإصلاحي رغم ما يوحي به من توجه نحو المستقبل . فأغلب مشاريع الإصلاح المنبثقة عن اختيارات سياسية معينة لم تؤد سوى لمزيد من تخلف النسق التعليمي و تخبطه ,إذ تكون عادة جزئية ونخبوية , تقيس نجاعة النظام التربوي بمدى التوسع الكمي للتعليم لا بكفاءته وجودة مدخلاته .
لا عجب إذن أن يُقابل أي مشروع إصلاحي بالرفض و التشكيك من لدن المدرس , و أن تصبح المسايرة الرتيبة للوضع القائم خيارا مؤلما أمام انتفاء شروط الإبداع و الاختيار الواعي و الناقد !
* * *

لا شك أن المخرج الحضاري من حلقة الجمود و التبعية يمر عبر تحرير القدرات و تفجير الطاقات داخل فضاء تعليمي منفتح على المستجدات , و منسجم مع بيئته الاجتماعية .ولعل المتتبع للنداءات و الرسائل المبثوثة يوميا عبر وسائل الإعلام يخلص إلى أن أزمة الثقة في المدرسة المغربية استفحلت بشكل ملفت , و أن القرار التربوي يعيش لحظة فارقة بين ماض هيمنت عليه فلسفة إعادة إنتاج الوضع القائم , ومستقبل لا سبيل للمشاركة فيه و تشكيله إلا من خلال نظام تعليمي قادر على رفع التحدي . لذا فرهان الجهد الخلاق الذي يُتوقع من الفاعل التربوي كسبه يستلزم حتما توفير بيئة صديقة للإبداع , ومناخ ديموقراطي تتحرك فيه الرؤى و الأفكار و التصورات المبدعة بحرية , دون الحاجة لأن تنضبط سوى لمطلب واحد هو اللحاق بركب السباق الحضاري .. ركب يوشك أن ينفض يديه منا !


حميد بن خيبش 

أستاذ تعليم ابتدائي

 







اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على هذه المادة
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق





 
إعلانات
 
صورة وتعليق

مفارقة في التعليم
 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  تربويات TV

 
 

»  صورة وتعليق

 
 

»  حركات انتقالية

 
 

»  تشريع

 
 

»  بلاغات وبيانات

 
 

»  مذكرات

 
 

»  مواعد

 
 

»  أخبار متفرقة

 
 

»  أنشطة الوزارة

 
 

»  أنشطة الأكاديميات

 
 

»  أنشطة المديريات الإقليمية

 
 

»  مباريات

 
 

»  كتب تربوية

 
 

»  وجهات نظر

 
 

»  حوارات

 
 

»  ولنا كلمة

 
 

»  وثائق خاصة بمدير(ة) التعليم الابتدائي

 
 

»  الاستعداد للامتحانات المهنية

 
 

»  تكوينات

 
 

»  حركات انتقالية محلية

 
 

»  حركات انتقالية جهوية

 
 

»  حركات انتقالية وطنية

 
 

»  مذكرات نيابية

 
 

»  مذكرات جهوية

 
 

»  مذكرات وزارية

 
 

»  مستجدات

 
 

»  جذاذات أستاذ(ة) التعليم الابتدائي

 
 

»  بيداغوجيا الإدماج

 
 

»  الرياضة المدرسية

 
 

»  المخاطر المدرسية

 
 

»  عروض

 
 

»  تهنئة

 
 

»  تعزية

 
 

»  إدارة الموقع

 
 

»  الدعم البيداغوجي

 
 

»  التدبير المالي لجمعيات دعم مدرسة النجاح

 
 

»  التعليم و الصحافة

 
 

»  تربويات الأطفال

 
 

»  مستجدات تربوية

 
 

»  غزة تحت النار

 
 

»  خدمات تربوية

 
 

»  قراءة في كتاب

 
 

»  أحكام قضائية

 
 

»  أنشطة المؤسسات التعليمية

 
 

»  في رحاب الجامعة :مقالات و ندوات ومحاضرات

 
 
مواعد

مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين أبوابا مفتوحة لفائدة كافة منخرطي المؤسسة بجهة سوس ماسة يومي 07 و08 مارس 2023


المدرسة العليا للتكنولوجيا بكلميم تحتضن المناظرة الجهوية للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بجهة كلميم واد نون يوم الجمعة 01 يوليوز 2022

 
وجهات نظر

تدنيس صورة المعلم في سلسلة (أولاد إيزة)


لماذا نحن امة لا تقرا ؟


هل يتدارك الأساتذة الزمن المدرسي الضائع؟!


هل تلقت النقابات التعليمية هبة حكومية؟!


أما آن للتنسيق الوطني أن يتعقل؟!


التنسيقيات: من قيادة الحراك التعليمي الى المنازعة على مسالة الاعتراف


أبهكذا خطة يمكن إنقاذ الموسم الدراسي؟!

 
حوارات

من يؤجج احتجاجات الشغيلة التعليمية؟!


حوار مع الأستاذ مصطفى جلال المتوج بجائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم


حوار مع الدكتور فؤاد عفاني حول قضايا البحث التربوي، وتدريس اللغة العربية

 
قراءة في كتاب

صدور كتابين في علوم التربية للدكتور محمد بوشيخة


سلسلة الرواية بأسفي الحلقة الأولى: البواكير و بيبليوغرافيا أولية

 
في رحاب الجامعة :مقالات و ندوات ومحاضرات
تيزنيت: ندوة وطنية حول موضوع المحاكم المالية ورهانات تعزيز الحكامة الترابية يوم الخميس 07 مارس 2024

 
خدمات