رسالة عاجلة إلى السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني: آلاف التلاميذ خارج أقسامهم وينتظرون موافقتكم على استخدام المتعاقدين
تعرف عدة نيابات تعليمية على الصعيد الوطني خصاصا متفاوتا من حيث الموارد البشرية نظرا للتوزيع غير المتكافئ للتلاميذ على جغرافيا الأقاليم، وقد انطلق الدخول المدرسي متأخرا وأحيانا متعثرا في عدة أقاليم رغم لجوء بعض النيابات إلى عملية ضم المستويات وتقليص البنيات التربوية، بل هناك الآلآف من التلاميذ لم يلتحقوا بعد بأقسانمهم لعدم وجود أساتذة بفعل هذا الخصاص، وعلى سبيل المثال نيابات جهة سوس ماسة درعة النائية، ويطالب الشركاء الاجتماعيون وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بالتدخل العاجل وإعطاء الضوء الأخضر،من أجل استخدام المتعاقدين وخاصة أن من المجالس الإقليمية من ستساهم بقسط كبير في تغطية تكلفة هذه العملية المادية.....
يذكر أن وزير التربية الوطنية السابق محمد الوفا قرر عدم توظيف المتعاقدين في عملية التدريس، القرار الذي له انعكاسات سلبية على عدم التحاق العديد من التلاميذ بفصولهم الدراسية. وإذا ما وافق الوزير الجديد على استقدام المتعاقدين فسينهي معاناة العديد من الأسر التي وجدت فلذات أكبادها محرومة إلى يومنا هذا من حق التعليم الذي يعتبر من بين الحقوق الأساسية للطفل، كما أن إقدام الوزير على هذه الخطوة سينهي معاناة العديد من الحالات الاجتماعية من نساء ورجال التعليم. فهل ياترى سيقدم السيد رشيد بلمختار على تدارك الأمر وإنهاء هذه المعاناة؟
نعم لحفظ حق التلميذ في التمدرس وولوج المؤسسة التعليمية من أجل تحصيل العلم والمعرفة. وإذا كان ذلك لا يتحقق لفئات من التلاميذ إلا بالاستعانة بأساتذة سد الخصاص "المتعاقدين"، والذين أسدوا خدمات جليلة لصالح المؤسسات العمومية والمتمدرسين بها مقابل أجور تساوي لا شيء، ولسنوات امتدت لسنتين فأكثر, فإنه حري بالدولة المغربية الحفاظ على هؤلاء الأساتذة المتعاقدين بصفة رسمية ومكافئتهم بتسوية وضعيتهم المالية والإدارية والقانونية،لا بالاستغناء عنهم باعتبارهم فئة غير مرغوب فيها كما يخطط لذلك الوزير السابق"الوفا"، فالجزاء يلزم أن يكون من جنس العمل إن كنا نريد خيرا لوطننا وأبنائه.
أساتدة سد الخصاص المتشردين من طرف المسؤلين هم الحل لإنصافهم ورد الإعتبار لهم مع الإستفادة من التجربة التي ركموها في ميدان التربية في جميع الناطق سواء القريبة أو النائية في حقهم اقول بأنهم إجتماعيين وتربويين سيعالجون هذه النظومة التربوية التي تسير نحو الحافة من طرف المسؤلين الغير الغيورين على هذا الوطن الـغالــــــــــــــــــــــــــي
ينبغي لحكومة بن كيران أن تعي كل الوعي أنه ليس من الديمقراطية نهج سياسة الاستغلال, إذ أن زمن العبودية قد ولى والمثل يقول "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا": فالأساتذة المتعاقدون بهذا الاسم وبعقود إدعانية ترغمهم على الامتثال لشروطها التعسفية رغما عنهم، هؤلاء يقومون بأعمال إنسانية تربوية بمقابل ما دون العبودية، إذ العبد يعمل على الأقل ويكافء بما يلبي حاجياته اليومية وفي أحضان سيده. أما هؤلاء فأجرهم على الله وعلى الوزارة الوزر مالم تسو لهم وضعيتهم وترسمهم، فمن العار أن نستعين بهم في كل موسم تربوي كما لو أنهم"روايد سكور"، عار علينا أن نستغل المواطن في وقت يدعى فيه إلى تدبير الموارد البشرية وإلى الحكامة الجيدةوإلى احترام الحقوق. فالحكومة يلزمها أن تكون القدوة في الإنصاف بضمان الحقوق ونبذ الاستغلال والتعسف في استعمال السلطة المتجلي في العقد غير القانونية المجردة للحقوق.