مبادرة عيوش لاعتماد الدارجة في التدريس بين الواقع والمراد
أثارت المذكرة التي رفعها نورالدين عيوش رئيس مؤسسة زاكورة إلى جلالة الملك حول رأي المؤسسة في إصلاح التعليم الكثير من الجدل خصوصا وأن من بين توصيات عيوش ومن معه إعادة استعمال الدارجة أو العامية المغربية في التعليم الأولي ووضع حد للكتاتيب القرآنية بحيث شددت المذكرة على أن "التعليم الأولي لا يجب أن يبقى دينيا"، وبالمقابل دعت مؤسسة عيوش الذي سبق أن قاد بفشل حملة 2007 دابا حول الدعاية للانتخابات ،(دعت) إلى اعتماد اللغة الانجليزية كلغة للعلوم والتقنيات في المسار التعليمي بكامله، عوض الوضع الحالي الذي يبدأ بتلقين الأطفال هذه المواد باللغة العربية، ثم ينتقل إلى اللغة الفرنسية في التعليم العالي"
تقرير للملك ولرئيس الحكومة
عيوش أكد في تصريحات صحفية أن الندوة التي حضرها رشيد بلمختار قبل استوزاره وقاطعها وزير التربية الوطنية السابق محمد الوفا، كما حضرتها شخصيات نافذة وممثلين عن النقابات التعليمية وخبراء ، "رفعت تقريرها إلى الملك وإلى رئيس الحكومة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمجلس الأعلى للتعليم وجميع المؤسسات المهتمة بقطاع التعليم، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني والأحزاب التي ستتوصل بها قرييا"
تشويش على الإصلاح
الدكتور سالم تالحوت الباحث في العلوم الإنسانية اعتبر مقترحات عيوش "عبارة عن تشويشات على إصلاح التعليم لا غير" والتي عددها في "درجنة" التعليم محاولة فشلت في العديد من الأقطار كمصر،أيضا لم ينبن المقترح على تجارب ناجحة في الموضوع ، وهو المقترح الذي من شانه تخريب مستقبل تدريس باقي اللغات، اللهم إذا كان من المقبول تدريس اللغة الفرنسية بالدارجة المغربية.وأضاف تلحوت في تصريح للتجديد أن ما ذهبت اليه مؤسسة زاكورة "وسيلة لإفشال الجهود المبذولة في ورش تدريس الامازيغية المتعثر"و"اداة ستذكي العرقية، وتمزق المجتمع المغربي بإحياء الحنين إلى القبلية خصوصا في جبهات التصادم اللهجاتي" مشيرا إلى أن "اللهجات والدارجة المغربية لم تخضع لتجريب قدرتها على الاعتماد في التعليم، خصوصا على مستوى تأهيل الموارد البشرية".
مقترح عيوش إقصائي
وفي السياق ذاته أوضح سالم أن الطفل المغربي يعرف اللهجة ولا يحتاج إلى تعلمها وأي محاولة من هذا القبيل سيفهم منها أن فضاء المدرسة عبثي، ولا فرق بينه وبين السوق والملعب... وبالتالي الرفع من نسب الأمية والهدر المدرسي. مبرزا أن الناشئة تحتاج إلى اكتساب مبكر للغة تخاطب بها العالم، وتستعملها في استثمار تيكنولوجيات المعلوميات والإعلام، وصنع شخصية منفتحة. كما اعتبر المتحدث مقترح عيوش بكونه إقصائي؛ اذ يصعب ـ مثلا على طفل انتقل من منطقة تدرس بلهجة إلى أخرى تدرس بلهجة ـ الاندماج، ويقوي انعدام تكافؤ الفرص ، ليخلص إلى أن دعوة عيوش لاستعمال الدارجة ليست سبقا، بقدر ماهي مجرد تجديد التشويش على إرادات الإصلاح وإشغال المعنيين عن القضايا الكفيلة بإخراج التعليم من الأزمة البنيوية.
إفشال للتجربة المغربية.
بدوره اعتبر الباحث والسياسي عبد الصمد بلكبير خطوة عيوش "تهدف إلى التشويش والبلبلة والفتنة" خصوصا وأن توقيتها غير بريء في ظل حكومة يقودها جزء من التيار الإسلامي، ولم يستبعد بلكبير كون من أهداف مبادرة عيوش والتي قال إن من بين أهدافها "إفشال التجربة المغربية بخصوصياتها على مستوى الانتقال السلمي والتدرجي والتي يبدو أنها ستنجح وتعطي نموذجا للأقطار العربية والإفريقية"، حسب بلكبير.
و الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية في تصريح لموقع الإصلاح أن من يقف وراء هذه الدعوة "حزب فرنكفوني يحس يوما بعد يوم أنه ينهزم وأن كل يوم يمر في تاريخ المغرب المعاصر يكون على حسابه ولصالح الشعب وقواه الممثلة له"، مؤكدا أن من يريدون إفشال التجربة الحكومية "يبحثون عن مداخل لإحداث تناقضات مزيفة ومصطنعة وقادرة على أن تحرف الانتباه وتحرف الصراع من أهدافه الحقيقية وخصومه الحقيقيين إلى أهداف وهمية وفاسدة".
تجارب مشابهة فشلت
بلكبير شدد أيضاً على أن الخطاب الذي جاءت به المذكرة في عمقه سياسوي وليس ثقافي نهائيا، مشبها الوضع الحالي في بلادنا بما عرفته العديد من دول المشرق العربي في القرن 19 من دعوات أخذت صيغا متعددة، تناولت الكتابة بالحرف اللاتيني بدل الحرف العربي، وتبنت خطابا إصلاحيا للغة يصل إلى مستوى التنازل عن الفصحى واصطناع عربية فصحى جديدة من الدارجة، غير أن "هذا الخطاب في النهاية فشل في المشرق العربي سواء في العراق أو في مصر أو لبنان، وبالتالي مآله في المغرب أن يفشل"
رأي جمعوي
بدوره اعتبر عبد العالي الرامي رئيس جمعية منتدى الطفولة أن توصيات نور الدين عيوش، خارج سياق اصلاح منظومة التعليم ولا تتوافق مع المثياق الوطني للتربية والتكوين،وهذا الخطاب الغريب بحسبه "يتناقض مع روح الدستور المغربي الذي جعل اللغة العربية والامازيغية من اللغات الوطنية الرسمية ، وضد هوية الدولة المغربية فالاسباني لا يتكلم الا الاسبانية والفرنسي ايضا لا يتكلم الا اللغة الفرنسية ، وليس تركيبا وخليطا من اللغات واللهجات"
الكتاتيب القرآنية من ثوابت التعليم الأولي
وبخصوص الكتاتيب القرآنية أكد الرامي أنها "من ثوابت التعليم الاصيل للامة والحضارة المغربية ومفخرة للمغاربة الذين يتميزون بها في العالم الاسلامي وهذا مما أنعم الله به على هذا البلد الامين" مضيفا بالقول" كنا ننتظر ان تصدر أصواتا تدعو الى ضرورة تطوير اللغة العربية واللغة الامازيغية من أجل تمتين الشخصية المغربية ورفع القدرات التواصلية بين المغاربة،وتفيل الدستور بشكل جيد وفعال مع التأكيد على الهوية المغربية عبر اللغة العربية والامازيغية وهما أساس الربط بين أبناء الوطن الواحد" وتساءل الرامي انه منذ سنوات ظهرت العديد من الصحف الشعبية المكتوبة بالدارجة لكنها توقفت ولم يكتب لها الاستمرار ..لماذا ؟
بالنهاية ،يضيف المتحدث "أرى أن الدعوات الى الكتابة بالدارجة في المدارس مجرد غوغاء،لأن اللهجات ليست لغات للتدريس"
من جهة أخرى استغرب الرامي لأنه "من المدهش الومثير في مثل هذه الدعوات تجاه لغة حية كالعربية تتقدم ويتكاثر عبر العالم الراغبون في تعلمها وتتسابق البلدان الأوربية والأمريكية، والأسيوية، على إطلاق قنوات فضائية ناطقة بها، تتعرض في المغرب لهذه الحملة المغرضة.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
1- الى من يدعو الى الدرجنة .
عبدو البيضاوي
الى كاتب المقال
الدعوة الى اعتماد الدارجة في المدرسة هو دعوة غريبة لانها تنم عن حاجة في نفس يعقوب .
في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع بتحسين و تجويد اللغة العربية كمصدر للعلم و الحضارة و الثقافة و فهم القران الكريم
و السنة النبوية الشريفة ، تخرج علينا
بنظريتك الداعية الى الدرجنة ، و لعلمك يا اخي ان اللغة العربية هي اشرف لغة في الكون فاذا شرفها الله بالقران الكريم فماذا يتنينا عن تشريفها ؟ الا اذا كان صاحبها يكن عداء دفينا لها .
تختارون التعاليق يا تربويات
الحقيقة لا يمكن حجبها بالغربال
نحن كلنا نتعاطف مع هذه النقابة
ولكن لا نسمح لأحد ان يلعب بإسمها
والله سبحانه قادر على فضح البائعين والمشترين ولو بعد حين
علي السيد نور الدين عيوش ان يمسك بضاعته لان لا احد يساومه فيها.. زمننا هذا زمن البحث والعلوم لا زمن المهاترات الكلامية وعرض المقترحات ، اذاكان له مركز خاص بالبحث وتوصل الي بعض النتائج في تعليم اللغة الدارجة فله ان يعرضها علي اهل الاختصاص في الجامعات اما ان تعرض في سوق من الاسواق المالوفة فالزم الحاضر لا يقبلها نهائيا.
نحن في زمن الرويبضة، وهو يا سادة التافه يتكلم في شؤون العامة. قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدزرهم أكبر، ولكن الله بالغ أمره، فأين جمعيات الدفاع عن اللغة العربية وجعيات التعليم العتيق أم هم في سبات عميق
إدارة موقع تربويات لاتتصرف في التعليقات، غما ان تنشر كلها أولا تنشر، والموقع لايقوم إلا بحذف التعليقات التي تتضمن السب والشتم والتشهير بإشخاص بعينهم. كما ان التعليقات لاتظهر مباشرة بعد تحريرها ولكن حتى يتم نشرها من حين لأخر .
هؤلاء الفرنكفونيون لهم عداء دفين للغة العربية، فلم نَعُدْ نسمع أحداً ينطق العربية الفصحى في إعلامنا إلا في نشرات الأخبار وهذا ما يفسر مساعيهم لمسخ ومسح الهوية العربية، ولعل دَبْلَجَة المسلسلات الخوردة التي تقدمها قنواتنا إلا خير دليل على ذلك، والآن جاء الدور على التعليم لينال حظه من الدبلجة على غرار المسلسلات المكسيكية ولــم لا ؟ كأن السبب في أزمة التعليم هو التدريس باللغة العربية !
في الختام أقول لِلْمُتَبَاكِينَ على التعليم، لَمْ يَفُـتْكُمْ شيءٌ إلا واسْـتَـوْرَدْتُـمُوهُ إلى المغرب، لماذا لا تستوردون النموذج الفنلندي لإصلاح التعليم إذا كانت نواياكم صادقة فعلا؟
هُــبوا لنجدة لغة القرآن.
8- اللغة العربية اصلها دارجة درج عليها الاباء والاجداد وصقلها اساتدة افداد
محمد
اللوبي العلماني يضغط لإدخال الدارجة إلى التعليم وإقصاء الكتاتيب القرآنية
الرأي المغربيةنشر في الرأي المغربية يوم 03 11 2013
في مبادرة جديدة قد تثير الكثير من الجدل بشأن الوضع التعليمي بالمغرب، تقدم نور الدين عيوش، رئيس جمعية زاكورة للقروض الصغرى والتربية، إلى الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للتعليم، عمر عزيمان، بوثيقة رسمية صادرة عن ندوة دولية نظمتها مؤسسته يومي 4 و5 اكتوبر الماضي، تتضمن توصيات تدعو إلى اعتماد اللغة الدارجة بدل العربية الفصحى بالمنظومة التعليمية وإقصاء الكتاتيب القرآنية من التعليم الأولي.
وقال نور الدين عيوش، في حوار مع جريدة توفيق بوعشيرن، أن الوزير الجديد للتربية الوطنية، رشيد بلمختار، "له إمكانيات كبيرة وتجربة في الميدان"، مضيفا أنه "حضر معنا أشغال هذه الندوة، وأعتقد أن عليه أن يبدأ في العمل ولا ينتظر"، مشيرا أن "هناك أشياء كثيرة يمكن الانطلاق منها لأنها لا تتطلّب لا ميزانيات ولا أي شيء، وحتى التوصيات التي خلصت إليها الندوة، هي في مجملها سهلة وبسيطة وواضحة".
وفي توضيحه لما أسماه ب "التوصيات السهلة والبسيطة"، أشار رئيس مؤسسة زاكورة إلى "تعميم التعليم الأولي"، معتبرا أنه "في مجمله تقليدي ويقتصر على الكتاتيب وبعض الأمور المشابهة، بينما التعليم الأولي لا يجب أن يبقى دينيا فقط، بل على أطفالنا أن يتعلموا الحياة ويغنوا وينشطوا ولا نوجههم إلى الحفظ فقط".
من جهة أخرى، دعا عيوش إلى "اعتماد الدارجة كلغة للمدرسة"، مؤكدا على أن "هذا هو الوضع السليم، لأن المدرسة يجب أن تبدأ باللغة الأم"، موضحا أن "هذا ليس جديدا، بل كل التجارب العالمية خلصت إلى أن التعلم باللغة الأم يكون أفضل ويعطي نتائج أحسن". واعتبر أن اللغة الأم الأساسية في المغرب "هي الدارجة، وأكثر من 90 في المائة من المغاربة يتحدثونها"، مشددا على أن "نجعل هذه اللغة الأم أساسا في المراحل الأولى لتعليم أطفالنا".
وحول حساسية الموضوع وما سيثيره من جدل في وسط المدافعين على اللغة العربية، اعترف نور الدين عيوش، في الحوار ذاته، ب "وجود تخوف" بهذا الشأن، وهاجم في المقابل المدافعين على اللغة العربية الفصحى قائلا "لكن علينا أن نتوقف عن إخفاء الحقيقة ونوقف هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن اللغة العربية ويكذبون على المغاربة"، وتابع "أقسم لكم بالله أنني أعرف أشخاصا لا داعي لذكر أسمائهم، يتصدرون الدفاع عن اللغة العربية، بينما أبناؤهم يدرسون في مدارس البعثات الأجنبية ثم يكملون تعليمهم في الخارج".
وتساءل عيوش "لماذا يستمر هؤلاء في كذبهم هذا؟ لقتل هذا الشعب؟ الدارجة هي اللغة التي يتحدثها أغلب المغاربة، وعلينا أن نعتني بهذه اللغة ونضع لها قواعد ونحو وقاموس ونقرّب بينها وبين اللغة العربية".
وأشار المتحدث إلى أن التوصيات، السالفة الذكر وغيرها، وُجِّهَتْ إلى رئيس الدولة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية وباقي وزراء الحكومة وجميع الأحزاب بل حتى الجمعيات، مشيرا إلى أن هذا الموضوع "لا يهم وزيرا بعينه، بل هو شأننا جميعا".