في إطار الأنشطة التي تقوم بها المفتشية الإقليمية لمديرية الحي الحسني التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، والتي تروم بالخصوص الإسهام في التكوين المستمر للسادة الأساتذة والأستاذات، وبتأطير من الأستاذ المصطفى المتاقي مفتش مادة التربية الإسلامية بمديرية الحي الحسني، نظم يوم دراسي صباح يوم السبت 30 دجنبر 2017م بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فرع حي السلام غاندي الدار البيضاء.
وقد كان موضوع اليوم الدراسي منصبا حول المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية تحت عنوان : منهاج مادة التربية الإسلامية : من التنظير إلى التنزيل، بحيث أطر اللقاء إلى جانب السيد المصطفى المتاقي مفتش المادة، السادة :
السيد عبد الرحيم قدويري المنسق الجهوي الإقليمي الذي رحب بالحضور وثمن مثل هذه اللقاءات التي تحسس بأهمية المنهاج والأطر المرجعية في الرفع من جودة التعليم.
الأستاذ أحمد أيت إعزة منسق اللجنة الوطنية لإعداد المنهاج، مفتش مركزي، رئيس المجلس العلمي ابن مسيك، أستاذ بمركز تكوين مفتشي التعليم، حيث تمحور عرضه حول موضوع : فلسفة المنهاج وكيفية التنفيذ، والذي ركز فيه على دواعي تغيير منهاج مادة التربية الإسلامية في سياق التغييرات التي شملتها المنظومة التربوية والتعليمية عامة، كما أشار إلى المقاصد الكبرى للمنهاج الجديد والمتمثلة في المقصد الوجودي والمقصد الكوني والمقصد الحقوقي والمقصد الجودي، والتي تهدف إلى بناء شخصية المتعلم باعتباره وحدة متكاملة تبدأ بالإسلام والإيمان لتصل إلى مرتبة الإحسان وفق مداخل خمسة تؤطرها سورة من القرآن الكريم تزكية واقتداء واستجابة وقسطا وحكمة.
الأستاذة فاطمة أباش مفتشة مادة التربية الإسلامية بابن سليمان، إذ ناقشت موضوع : نحو مقاربة نسقية لتنزيل منهاج التربية الإسلامية المعدل، مشيرة إلى أن المنهاج الجديد جاء وفق رؤية نسقية وشمولية تنتقل من الاهتمام بالجزئيات في بناء شخصية المتعلم إلى الشمولية، دون الفصل بين العقيدة والعبادات والمعاملات، لذلك فالتقسيم - في نظرها- وفق المداخل الخمسة ليس إلا تقسيما "وهميا" اقتضته الضرورة الأكاديمية والبيداغوجية وليس مقصودا لذاته. وبالتالي يمكن للأستاذ (ة) أن يعرض درسا لأحد المداخل وينطلق فيه من السورة المقررة وفق منهجية نسقية وشمولية.
الأستاذ كمال وجاد عضو اللجنة المكلفة بإعداد الأطر المرجعية، مفتش مادة التربية الإسلامية بقلعة السراغنة والذي تمحور عرضه حول موضوع الأطر المرجعية للامتحانات الإشهادية : الأهمية وآليات التنزيل، إذ ركز فيه على أهم المحددات المرجعية والمفاهيم الإجرائية لتفعيل الأطر المرجعية، وكذا أهداف الإطار المرجعي المتمثلة في توحيد الرؤية بين الجهات المعنية وتوفير الموجهات لبناء الفروض والامتحانات الإشهادية وفق تقويم يحقق تكافؤ الفرص بين المتعلمين والمتعلمات.
وقد أوضح الأستاذ المصطفى المتاقي في كلمته بداية اللقاء على أن هذا اليوم الدراسي يندرج في سياق التكوين المستمر للأطر التربوية، قصد الوقوف على الجوانب الإجرائية والتنزيلية للمنهاج والإطار المرجعي الجديدين، دون الإغراق في الجوانب النظرية.
وهذا ما أكده السيد عبد الرحيم قدويري المنسق الجهوي الإقليمي بحكم تجربته مع لجان تتبع أسباب تدني نقط التلاميذ في الامتحانات الإشهادية والذي يرجع إلى سبب أساس وهو عدم الاشتغال مع المتعلمين بالأطر المرجعية لكل مادة.
بعد عرض السادة المحاضرين مداخلاتهم، فتح السيد المفتش المصطفى المتقي باب النقاش للحضور بطرح تساؤلاتهم، والتي انصب أغلبها حول أجرأة المنهاج والإطار المرجعي للمادة بأسلاكه الثلاثة.
وقد خُتم اليوم الدراسي بحفل تكريم للسيد مبارك رشيد مفتش مادة التربية الإسلامية سابقا، اعترافا بإخلاصه وتفانيه في مهمة تأطير الأساتذة والأستاذات طيلة تقلده مهمة التفتيش.