عبد القادر أمين
تبدو مفارقة غريبة تعتمدها وزارة التربية الوطنية في اعتمادها إستراتيجية إعطاء أهمية للمعلوميات بالمؤسسات التعليمية بالمؤسسات التعليمية ، والبحث عن سبل رقمنة العمليات التربوية واعتمادها في تلقين الدروس بالقسم وبتدبير كل العمليات الإدارية :مسار، تيسير ، جيني، ........الخ .وفي نفس الوقت تقوم بالاستغناء عن أساتذة الإعلاميات :
عدم إحداث مناصب جديدة في المراكز الجهوية للتكوين في جميع أسلاكه اذ اكتفت خلال هذه السنة بإحداث 40 منصبا بالتعليم الثانوي التاهيلي و 0 منصب بالتعليم الإعدادي دون الحديث عن التعليم الإعدادي الذي يحرم دائما من مثل هذه المناصب بدعوى اعتماد التخصصات بالسلكين الثانوي التاهيلي والإعدادي.
تكليف أساتذة مادة الإعلاميات المتواجدين بالمؤسسات التعليمية حاليا بتدريس مادة الرياضيات كل سنة لسد الخصاص.وهذا مايضرب في العمق مبدأ التخصص .حيث يجد الأستاذ نفسه مضطرا إلى تدريس مادة غير المادة التي درسها بالكلية وتلقى تكوينا بيداغوجيا سنة كاملة بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين، علما أن هذه العملية تتكرر كل سنة ، والوزارة لاتفكر في سد الخصاص الحقيقي في مادة الرياضيات بإحداث مناصب خاصة بالمادة.
إن أستاذ الإعلاميات بالمؤسسات التعليمية أصبح حاليا هو الذي تعتمد عليه جميع مكونات المؤسسة من أجل الإجابة عن إشكالات معلوماتية بسيطة أحيانا ومعقدة أحيانا أخرى فتجده يساعد الإدارة في حل مشاكلها التقنية ويقدم خدمات لزملائه بالمؤسسة لاستيعاب طرق ووسائل توظيف المعلوميات في الأمور التربوية أوفي الحالات الشخصية، انه مرجع مهم ويحظى بمكانة خاصة، كما تستعين به النيابات أثناء فترة الامتحانات .
إن أهمية أستاذ الإعلاميات أصبحت ذا أهمية ولا احد يجهل ذلك إلا أن الوزارة وبعد الاستغناء تدريجيا عن أساتذة مواد التفتح : التربية التشكيلية، التربية الأسرية والتربية الموسيقية وأغلقت المراكز الخاصة بها تتجه تدريجيا للقيام بنفس الشيء مع مادة الإعلاميات علما أنها تحمل على عاتقها مواكبة التطورات التي تعرفها الأنظمة الرقمية وتستعين بخدمات شركات وأناس خارج المنظومة، فلماذا إذا تتجاهل هذه الفئة التي تشتكي من الإهمال ومن عدم تمكينها من وسائل العمل من أدوات رقمية ودلائل بيداغوجية. وتكلفها بتدريس مواد تطبيقا لمذكرة التي تفرض التدريس حسب مواد التآخي .أليس من باب الانسجام مع إستراتيجية المستقبل أن تعمل على سد الخصاص من أساتذة مادة الرياضيات بإحداث مناصب خاصة لذلك .
وتدعم المؤسسات بكل أسلاكها بأساتذة ومتخصصين في مجال الإعلاميات دون ذلك فان التناقض الصارخ بين ماتدعيه من توظيف المعلوميات بالمؤسسات التعليمية وفي طريقة تعاملها مع أساتذة المادة يطرح أكثر من سؤال عن أسباب هذا التناقض.