لمراسلتنا : [email protected] « الجمعة 29 مارس 2024 م // 18 رمضان 1445 هـ »

وثيقة مرجعية في شأن تكييف البرامج

في ما يلي وثيقة مرجعية في شأن تكييف البرامج الدراسية الصادرة عن مديرية المناهج -يناير 2024...

​بطاقات توصيف الاختبارات

​بطاقات توصيف الاختبارات الكتابية لمباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين لتوظيف أطر التدريس...

الوزارة تعلن عن ​إجراء

تعلن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن إجراء مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين...

تربويات TV

لقاء مع السيد محمد أضرضور المدير المكلف بتدبير الموارد البشرية وتكوين الأطر بالوزارة حول مستجدات الحقل التعليمي


هذا رد التنسيقية على إنهاء الحكومة للمفاوضات مع ممثلي الأساتذة


مسيرة نساء ورجال التعليم بمدينة تيزنيت يوم 2023/11/23


تغطية الوقفة الاحتجاجية أمام المديرية الإقليمية للتعليم بسيدي إفني يوم 02 نونبر 2023


الأساتذة يحتجون امام المديريات الإقليمية للتعليم


كلام يجب أن يسمعه معالي الوزير

 
أحكام قضائية

حكم قضائي بإلزامية إخبار الإدارة للموظف كتابيا بنقطته الإدارية كل سنة تاريخ الصدور : 17 فبراير 2015


أحكام قضائية

 
البحث بالموقع
 
أنشطة المديريات الإقليمية

مراكش: ورشة للتثقيف بالنظير بالوسط المدرسي


المديرية الإقليمية للتعليم بأكادير تحتفي بالمتفوقين بمناسبة اختتام الموسم الدراسي 2022-2023


''تفعيل مستجدات المنهاج الدراسي للسلك الابتدائي'' موضوع الندوة التكوينية من تنظيم المديرية الاقليمية للتعليم أكادير إداوتنان


الحوز: نور الأطلس يسطع في تحدي القراءة

 
أنشطة الأكاديميات

ورشة لتقاسم نتائج دراسة حول العنف بالوسط المدرسي بمراكش


''مشروع إعداديات الريادة'' محور اللقاء التواصلي الجهوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة


أكثر من 156000 تلميذ (ة) استفادوا من الدعم التربوي على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة سوس ماسة


المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتّربية والتكوين لجهة سوس ماسة صادق بالإجماع على قضايا جدول أعماله

 
خدمات تربوية

تربويات الأطفال


تربويات التلميذ والطالب


موقع تبادل (تربويات)


فضاء جذاذات أستاذ(ة) التعليم الابتدائي


وثائق خاصة بمدير(ة) التعليم الابتدائي

 
خدمات

 
 


أضيف في 26 مارس 2017 الساعة 23:52

حوار مع د. مولاي علي سليماني الباحث في علم البلاغة حول واقع تدريس البلاغة في التعليمين الثانوي والجامعي




 

 

حاوره سعيد الشقروني 

 أًصدر الباحث مولاي السليماني العديد من الكتب والدراسات وساهم في العديد من المؤتمرات الدولية داخل الوطن وخارجه بمعية ثلة من النقاد والباحثين في مجال تخصصه. لذلك ارتأت تربويات وهي تصغي إلى قرائها، وتقارب قدر الإمكان تدريسية العديد من المواد في قطاع التربية الوطنية والتعليم الجامعي أن تحاور هذه المرة ذ مولاي علي سليماني أستاذ اللغويات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال..

لا يجد الإنسان انسجامه وتوازنه إلا في المجال الذي يشتغل به وفيه، ومن جمال الانشغال بالبحث العلمي أنه يَدُلُّكَ باستمرار على مَلاذات تحس فيها بنوع من الانسجام العاطفي والنفسي والفكري، حتى وإن لم يكن الكثيرون يؤمنون بجدوى هذه الملاذات، هكذا فكرنا في العديد من الباحثين في سؤال البلاغة والمزاولين لها تعليما وتدريسا، فكرنا اليوم في طرح سؤال ذي جغرافيا غير آمنة، أنهر جارفة..

خلال الدردشة القاصدة حول عناصر الحوار، أقنعني محاوري بضرورة التفصيل بالقدر المعقول في مفهوم البلاغة لأنها الأصل ولبسط التصور الذي سيتأسس عليه طرح التساؤلات، مشددا على ضرورة توثيق حواره بالشواهد العلمية المتعارف عليه.

أسألك محاوري العزيز: ما هي البلاغة؟

جواب: شكرا للباحث الدكتور سعيد الشقروني على هذا التقدير الوارف، وشكرا لتربويات على إصرارها على تعقب الفعل التعليمي والتربوي والتكويني في شموليته ورساليته. وجوابا على سؤالكم أقول:

جاء في لسان العرب"أبلغ الشيء يبلغ بلوغا وبلاغة وصل وانتهى، والإبلاغ الإيصال" فمن معادلات "بلغ" نجد "وصل"، وهذه الإشارة اللغوية تجعلنا نتبين منذ البدء علاقة البلاغة بالوصول والإيصال واللذين لا يبتعدان كثيرا عن التواصل.

أما العسكري فيقول: "البلاغة من قولهم، بلغت الغاية إذا انتهيت إليها، وبلغتها غيري، ومبلغ الشيء منتهاه...فسميت البلاغة بلاغة لأنها تنهي المعنى إلى قلب السامع فيفهمه" فعلة البلاغة الإفهام، "فأما الفصاحة فقد قال قوم إنها من قولهم أفصح فلان عما في نفسه إذا أظهره، والشاهد  على أنها هي الإظهار قول العرب: أفصح الصبح إذا أضاء، وأفصح الأعجمي إذا أبان بعد أن لم يكن يفصح ويبين، وإذا كان الأمر على هذا، فالفصاحة والبلاغة ترجعان إلى معنى واحد وإن اختلف أصلاهما، لأن كل واحد منهما إنما هو الإبانة عن المعنى والإظهار له، قال بعض علمائنا: الفصاحة تمام آلة البيان".

فمصطلح الفصاحة بحسب ما أورده العسكري عام، ليس يقتصر على التواصل اللفظي، بل إنه جعل للصبح فصاحته، وهي إضاءته وتنفسه.

ثم إن أبا هلال العسكري لما تحدث عن البلاغة حصرها في التواصل القائم بين متكلم وسامع، وليس بين مرسل ومتلق، لأن التواصل الأول يقوم على الألفاظ فهي أساسه وعمدته، أما الثاني فيشتمل عليها وعلى غيرها مما يمكن أن يقوم عليه التواصل من لفظ وكتابة وإشارة، ولغة جسد... دليلنا في ذلك إيراد العسكري للفظ السامع بدل المستقبل أو المرسل إليه.

ثم سرعان ما يَضَيق العسكري معنى الفصاحة ويحصرها في الألفاظ فقط، لأنها تمام آلة البيان، أي أن البيان يقوم على الإظهار بالألفاظ فقط، دليله في ذلك تعلق الآلة باللفظ دون المعنى، يقول "فعلى هذا تكون الفصاحة والبلاغة مختلفتين، وذلك أن الفصاحة تمام آلة البيان، فهي مقصورة على اللفظ دون المعنى، والبلاغة إنما هي إنهاء المعنى إلى القلب، فكأنها مقصورة على المعنى".

       ألا يجعلنا رأي العسكري الأخير نحس ببعض التباين بين رأييه، ففي رأيه الأول جعل الفصاحة بمعنى الإظهار واستدل على ذلك بإفصاح الصبح، وهو ظهوره وانسلاخه من ظلمة الليل، وجعل الأعجمي مفصحا، أما في رأيه الأخير فقد قرن الفصاحة بالإبانة من خلال الألفاظ.

ومما جعل العسكري يركن إلى الجمع بين الفصاحة والألفاظ من جهة، وبين البلاغة والمعاني من جهة ثانية قوله "ومن الدليل على أن الفصاحة تتضمن اللفظ والبلاغة تتناول المعنى، أن الببغاء يسمى فصيحا ولا يسمى بليغا، إذ هو مقيم الحروف وليس له قصد إلى المعنى الذي يؤديه".

إن اعتبار القصد إلى المعنى في نظر العسكري هو الحد الفاصل بين الفصاحة والبلاغة، فحيثما كان القصد كانت البلاغة، وحيثما كان الإظهار بغير قصد كانت الفصاحة.

أما في كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ، فندرك بغير عناء طريقة تحديده لمفهوم البلاغة اصطلاحا، فقد عمد إلى عرض تعريفات عديدة، ترجع لثقافات مختلفة، ما يؤكد انفتاح الرجل على ثقافات غير عربية، وهذا يجعلنا نعتبر ذلك قيمة مضافة للكتاب لاعتماده فضلا على ثقافته الأصل ثقافات أخرى، تثمر خلاصة لجهود العقول، وانتقاء من جيد المنقول، فمن بين ما أورده في تحديد مفهوم البلاغة تعريفات عديدة أولها للفارسي، وثانيها لليوناني وثالثها للرومي ورابعها للهندي، سأعرضها بالتتابع:

1 - البلاغة هي معرفة الفصل من الوصل،

2    - البلاغة هي تصحيح الأقسام، واختيار الكلام،

3   - البلاغة هي حسن الاقتضاب عند البداهة، والغزارة يوم الإطالة،

4  - البلاغة هي وضوح الدلالة، وانتهاز الفرصة، وحسن الإشارة،

إن ما أوردناه من تعاريف للبلاغة، تلزم من يروم أن يمارسها باعتبارها فنا قوليا، التزود بمجموعة من الآليات البلاغية، قبل الخوض فيها، فالمعرفة النظرية بالفصل والوصل، وبتصحيح الأقسام وبحسن الاقتضاب هو بعض من البلاغة، لذلك لا يستقيم أن نهجم على الكل ولم تسبق منا الإحاطة بالأجزاء، فمما ذكر ما يرجع إلى علم  المعاني، ومنه ما يرجع لعلم البديع ومنه ما يرجع إلى فن تأليف الكلام القائم على الاختيار"إذ مدار البلاغة على تخير اللفظ، وتخيره أصعب من جمعه وتأليفه". لذلك ليس يقبل أن نهجم على البلاغة، ونحن لم نتدارس علومها، ولم نتعرف فنونها، فأول البلاغة كما وردت في الصحيفة الهندية هي       "اجتماع آلة البلاغة، وذلك أن يكون الخطيب رابط الجأش، ساكن الجوارح، قليل اللحظ، متخير الألفاظ، لا يكلم سيد الأمة  بكلام الأمة ولا الملوك بكلام السوقة، ويكون في قواه فضل التصرف في كل طبقة، ولا يدقق  المعاني كل التدقيق، ولا ينقح الألفاظ كل التنقيح، ولا يصفيها كل التصفية، ولا يهذبه غاية التهذيب، ولا يفعل ذلك حتى يصادف حكيما أو فيسلوفا عليما"

فقوله "أول البلاغة اجتماع آلة البلاغة" أي "جودة القريحة وطلاقة اللسان" ولا يتأتى ذلك إلا بالعلم النظري بعلوم البلاغة قبل مباشرة البلاغة اللفظية التطبيقية، أي ممارسة مهارة الكلام، هذه المهارة قيدها بشروط، منها:

"أن يكون الخطيب رابط الجأش": أول ما يلفت انتباهنا ربط البلاغة بالخطيب، فهو من أبين أكثر الممارسين للبلاغة عن طريق الخطابة، والتي تستوجب إلزاما الأطراف التالية:

* الخطيب (المرسل)

* الخطبة (الرسالة)

* المستمع ( المرسل إليه)

وتلك هي الأطراف الرئيسة في العملية التواصلية، ولعل هذا النوع من التواصل هو ما يصطلح عليه "التواصل الجماهيري" باعتبار المرسل واحد والمتلقين كثر، وأما سكون الجوارح وقلة اللحظ فراجعة إلى الجسد، وليس إلى اللسان، وفي هذا إشارة إلى ضرورة التحكم في حركات الجسد حرصا على التوافق بين الألفاظ والحركات، وقوله: "متخير الألفاظ"، فلأن "مدار البلاغة على تخير اللفظ"، فالألفاظ محدودة والمعاني عديدة، لذلك كان التخير دليل التبحر في خصوصيات الألفاظ ودلالاتها، فمهمة البليغ تكمن في تخير اللفظ الألصق رحما بالمعنى المراد، توخيا لحسن الإفهام، ولأمر ما مدح البليغ شاعرا كان أو ناثرا إذا كان ذا بيان، وتبحر في المعاني، وتصرف في الألفاظ، لذلك لا تعجب إن وجدت الجاحظ قد قرن تخير اللفظ في حسن الإفهام بفصل الخطاب "إنك إن أوتيت تقرير حجة الله في عقول المكلفين، وتخفيف المؤونة على المستمعين، وتزيين تلك المعاني في قلوب المريدين، بالألفاظ المستحسنة في الآذان، المقبولة عند الأذهان رغبة في سرعة استجابتهم...كنت قد أوتيت فصل الخطاب"

وقوله: "يكون في قواه فضل التصرف في كل طبقة"، فمعناه "أن يكون صائغ الكلام قادرا على جميع ضروبه، متمكنا من جميع فنونه لا يعتاص عليه قسم من جميع أقسامه".

فتمكن المتكلم يظهر من خلال تصرفه في فنون القول، وموازنته بين أقدار المعاني وأقدار المستمعين من غير أن يشعر باشتداد قسم من أقسام الكلام عليه، وأما قوله:"لا يكلم سيد الأمة ولا الملوك بكلام السوقة" فلاستحضار الوضع الاعتباري للمخاطب، ولمخاطبة الناس على أقدارها، من غير جهل بالمقامات، إذ لكل مقام مقال."وإذا كان موضوع الكلام على الإفهام، فالواجب أن تقسم طبقات الكلام على طبقات الناس، فيخاطب السوقي بكلام السوقة، والبدوي بكلام البدو، ولا يتجاوز به ما يعرفه إلى ما لا يعرفه، فتذهب فائدة الكلام وتعدم منفعة الخطاب".

 سؤال: من خلال الشاهد السابق، ما هي أهم الإفادات:

جواب: نستنتج من الشاهد السابق إفادات أجملها في الآتي:

إن التواصل طبقات، وعلى الخطيب أن يحسن التصرف في كل طبقة، وإن لكل طبقة وضعها الاعتباري، ومن اللازم استحضاره أثناء التخاطب ليقصد بالتواصل إلى معدنه، ويستخرج  آلياته من منجمه، فإذا "احتجت إلى مخاطبة الملوك، والوزراء، والعلماء، والكتاب، والخطباء، والأدباء، والشعراء، وأوساط الناس وسوقتهم، فخاطب كلا على قدر أبهته وجلالته، وعلوه وارتفاعه، وفطنته ... ولكل طبقة منها درجة، ولكل قسمة لا ينبغي للكاتب البليغ أن يقصر بأهلها عنها ويقلب معناها إلى غيرها...فإنك متى أهملت ذلك وأضعته لم آمن عليك أن تعدل بهم عن طريقتهم، وتسلك بهم غير مسلكهم، وتجري شعاع بلاغتك في غير مجراه، وتنظم جوهر كلامك في غير سلكه"

إن القصد من التخاطب هو التواصل، ولا تواصل بدون تفاهم، ولذلك حصر موضوع الكلام في الإفهام، ولابد في التواصل من القصد إلى المعنى وتحقيق المنفعة وإلا فإنه هذر والهذر خارج من البلاغة إن لم يكن نقيضها،  وكل تخاطب انتفى فيه الإفهام فالتواصل بريء منه، لذلك فكل تعمية أو تغامض أو استغلاق مقصود في الخطاب خارج من دائرة التواصل الذي نحن بصدده، وتلك علة قوله:

"ولا يدقق المعاني كل التدقيق" لأن الغاية في تدقيق المعاني سبيل إلى تعميته، وتعمية المعنى لكنة إلا إذا أريد به الإلغاز، وكان في تعميته فائدة، مثل أبيات المعاني...فأما من أراد الإبانة في مديح أو غزل أو صفة شيء فأتى بإغلاق دل ذلك على عجزه عن الإبانة وقصوره عن الإفصاح". فالإبانة والإفصاح مفضيان إلى البلاغة. "فإذا عبر المتكلم عن المعنى المناسب لمتعلق كلامه، وبحسب اقتضاء وقته بلفظ فصيح، فكلامه بليغ فصيح، وليس كل فصيح بليغا، لأن المفرد يوصف بالفصاحة دون البلاغة، لأن البلاغة تأليف المعاني على وجه مخصوص بالألفاظ المخصوصة أو تطبيق الألفاظ المخصوصة على المعاني، والكلمة لا تأليف فيها"

وقوله "لا ينقح الألفاظ كل التنقيح" لإفادة ضرورة البناء بألفاظ جارية في الاستعمال، وعدم الارتكان إلى الشاذ والناذر، ثم زاد على هذا الشرط شرطا آخر أقرب منه، وهو قوله" لا يصفيها كل التصفية ولا يهذبها غاية التهذيب" أي لا ينقيها من وحشي الكلام ومرذوله ورديئه، إلا في حال واحدة، هي حين "يصادف حكيما أو فيلسوفا عليما" فينبغي "أن يتكلم بفاخر الكلام، وناذره ورصينه ومحكمه، عند من يفهم عنه، ويقبله منه، ممن عرف المعاني والألفاظ لنظره في اللغة والإعراب والمعاني على جهة الصناعة لا كمن استطرف شيئا منها فنظر فيه نظرا غير كامل، أو أخذ من أطرافه، وتناول من أطراره".

وممن توسع في تعريف البلاغة ابن المقفع لما سئل ما البلاغة فقال" البلاغة اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة، فمنه ما يكون في السكوت، ومنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الإشارة."

وتأسيسا على ما ذكر لا بد في البلاغة من العناصر التالية:

المرسل: ولابد أن تتوافر فيه الشروط التالية لإنجاح العملية التواصلية (حسن السكوت، حسن الاستماع، حسن القول، حسن الإشارة).

إن القصد من البلاغة والبيان إنما هو حسن الإفهام بعد تخير الألفاظ، يقول الجاحظ، "قال بعضهم – وهو من أحسن ما اجتبيناه ودوناه- لا يكون الكلام يستحق اسم البلاغة حتى يسابق معناه لفظه، ولفظه معناه، فلا يكون لفظه إلى سمعك أسبق من معناه إلى قلبك"، فالجملة الاعتراضية في كلام الجاحظ ترجيح واضح وتوصيف دقيق لدلالة البلاغة عنده، فمعلوم أن كتابه قد حوى حدودا عدة للبلاغة، لذلك فإن منهجه في عرضها ينوس بين العرض حينا والترجيح حينا آخر صنيعه في هذا الشاهد.

وقد استشهد في هذا المقام بثمامة بن أشرس الذي كان "بلغ من حسن الإفهام مع قلة الحروف، ولا من سهولة المخرج مع السلامة من التكلف ما كان بلغه، وكان لفظه في وزن إشارته، ومعناه في طبقة لفظه، ولم يكن لفظه إلى سمعك بأسرع من معناه إلى قلبك"

ولنا أن ندقق أكثر في حقيقة البلاغة، فلعل قارئا لبعض ما جاء في كتاب الجاحظ يضل إذا هو لم يتتبع أثر البلاغة في كتابه، ليظفر بالمراد، فلئن كان  الجاحظ قد أورد كلاما للعتابي مفاده أن مناط البلاغة هو الإفهام، إلا أنه مخافة انطلاء الوهم وشرود الفهم انبرى شارحا لتبديد اللبس وإزالة الإشكال، يقول "والعتابي حين زعم أن كل من أفهمك حاجته فهو بليغ، لم يعن أن كل من أفهمنا من معاشر المولدين والبلديين قصده ومعناه بالكلام الملحون والمعدول عن جهته، والمصروف عن حقه أنه محكوم له بالبلاغة كيف كان"

نفهم من كلام الجاحظ أن الإفهام وحده ليس يكفي، بل إنه مشروط بأن يكون من أهل اللسن والفصاحة، المتملكين لعنان البلاغة، القابضين على ناصيتها من العرب الخلص،"وإنما عنى العتابي إفهامك العرب حاجتك على مجاري كلام العرب الفصحاء"، أما إفهام الحاجة من لدن المولدين واللحانين  فليس يعتبر بلاغة البتة.

 سؤال: ألا يؤدي هذا الفهم إلى اعتبار الإفهام هدف البلاغة الأسمى؟

جواب: جميل تساؤلكم، لهذا سأقول إن اعتبار الإفهام مظنة البلاغة زعم فاسد وخلط للغث بالسمين، ومحو للحدود الفاصلة بين الخطأ والصواب، والبلاغة والعي، والإعراب واللحن، بل إنه يرجع سبب هذه البلوى إلى مخالطة العجم، والتطبيع مع الفاسد من الكلام، وما كنا لنفهم عن مولد أو لاحن أو أعجمي إلا لما اعترانا من إسفاف وتدن حتى صرنا أمثالهم، وتبعا لذلك إذا أفهمنا أعجمي حاجته فليس لأنه بليغ بل لأن السامع وضيع من حيث إلمامه بأفانين البلاغة وضروب الكلام، "فمن زعم أن البلاغة أن يكون السامع يفهم معنى القائل، جعل الفصاحة، والخطأ والصواب، والإغلاق والإبانة، والملحون والمعرب كله سواء، وكيف يكون ذلك كله بيانا، ولولا طول مخالطة السامع للعجم وسماعه للفاسد من الكلام لما عرفه، ونحن لم نفهم عنه إلا للنقص الذي فينا"

ويذهب الجاحظ بعيدا في حشد الحجج للتمكين لرأيه مستدلا بما كان من أهل اللغة وأربابها من الزهد في مخالطة من ليسوا أهل لغتهم مع الحفاظ على مسافة كافية تحفظ لهم نقاء ألسنتهم، إذ لم يكدروها بلحن لاحن ولا كلام مولد، ثم إنه اعترض مرة أخرى على أن يكون الإفهام علة البلاغة، لأننا لو قبلنا بذلك لصح اعتبار الحيوانات التي نفهم قصدها بليغة، يقول الجاحظ" وأهل هذه اللغة وأرباب هذا البيان لا يستدلون على معاني هؤلاء بكلامهم لأنهم لا يعرفون رطانة الرومي والصقلبي، وإذا كان هذا الاسم إنما يستحقونه بأنا نفهم عنهم كثيرا من حوائجهم، فنحن قد نفهم بحمحمة الفرس كثيرا من حاجاته، ونفهم بضغاء السنور كثيرا من إراداته، وكذلك الكلب والحمار والصبي والرضيع"

 سؤال: كيف ترون الانتقال من البلاغة العربية إلى البلاغة الغربية؟

جواب: بالطبع لكل بلاغة خصوصيتها، ولا ننكر أن البلاغة العربية تراث إنساني يستفيد منه العرب والغرب على حد سواء، والأمر نفسه بالنسبة للبلاغة الغربية.

وأظن أن السعي لتعلم البلاغة الغربية لا ينفك عن تعلم البلاغة العربية، بل من الواجب على الباحثين في مجال البلاغة الإحاطة علما بالبلاغة العربية قبل الانتقال إلى بلاغة الضفة الأخرى لأن أول الجديد قتل القديم فهما.

لذلك أشدد على ضرورة التركيز على البلاغة العربية في المرحلة الثانوية بأن تخصص كل سنة لعلم من علومها الثلاث على نحو من التوسع، حتى إذا التحق الطالب بالجامعة وتم الانتقال به إلى البلاغة الغربية، بالموازاة دائما مع البلاغة العربية، فإن ذلك لا يضير المتعلم شيئا، لأنه قد اكتسب حظا وفيرا من أساسيات البلاغة العربية. ولله در من  قال "أول الجديد قتل القديم فهما".

أما الانتقال إلى مباحث بلاغية بدءا من المرحلة الثانوية فمجازفة غير مأمونة العواقب، ثم إن تعليم أي بلاغة بمعزل عن تطبيقاتها النصية الرامية للكشف عن المعنى فمضيعة للوقت ليس إلا.

 

سؤال: ما تقييمكم لطبيعة الدرس البلاغي في التعليم الثانوي:

جواب: للأسف ينبغي مراجعة مقررات التعليم الثانوي، لما فيها من الخلط بين المباحث البلاغية، فتارة تعرض للمتعلم مباحث بلاغية عربية بطريقة مشوشة ومجتزأة من علم البيان أو المعاني أو البديع، وتارة ثانية يتم الخلط بينها والتلميذ  لم يتعرف بعد على أبوابها، وتارة ثالثة يُنقل المتعلم على غير وعي منه إلى مباحث بلاغية غربية من غير بيان للحدود الفاصلة بين البلاغتين مثل الانتقال إلى الانسجام والاتساق وأفعال الكلام ...

وسواء تعلق الأمر بالمباحث البلاغية أو الغربية فالأهم بالنسبة لنا، هو أن نعلم التلميذ بلاغة من داخل النص الذي نشأت فيه وليس من خارجه، خاصة أن من أهم عوامل ظهور البلاغة العربية الإعجاز القرآني، ونقد الشعر، فليس يعقل إذن إبعاد النص القرآني والنبوي والشعري عن الدرس البلاغي، وإلا فتلك قطيعة بينها وبين جذورها منبئة بتعجيل وفاتها.  فالاقتصار على أمثلة تعليمية مكرورة في كتب البلاغة التعليمية لا تزيد المتعلم إلا نفورا من البلاغة، ولا تخرج إلا تلميذا حافظا للأمثلة نفسها التي علمه إياها معلم حافظ في أحسن الأحوال، شأنها في ذلك شأن علوم الآلة الأخرى التي ينفر منها المتعلمون في كل مراحلهم التعليمية.

وهذه الأزمة تصدر إلى المرحلة الجامعية، فيزداد النفور والإحساس بلا جدوائية تعلم البلاغة والنحو والصرف والعروض لأنها ببساطة تقدم للطلاب بطريقة كزة وجافة ومنفرة، تعلمها كعدمه لأنها لا تكتسب المتعلم  آليات للفهم والقراءة والتحليل، ثم النقد بعد ذلك.

المشكل الكبير الذي ترتبت عليه هذه النتائج الكارثية في تعليمية العلوم التحصيلية، هو جعلها عبارة عن جزر لا جسور بينها، وكأنها تعلم لذاتها ولأجل ذاتها. 

 سؤال: كيف هو حال تدريس البلاغة في الجامعة المغربية؟ لماذا لا يتفاعل الطالب مع درس البلاغة؟

جواب: الكلام طويل وطويل، له مداخل ومقدمات.. آفة تدريس البلاغة في الجامعة، أنها تدرس بالطريقة نفسها التي درست بها في التأهيلي، لذلك يبلغ نفور الطالب منها منتهاه، وقل ما نجد مدرسا للبلاغة يعلمها من داخل النص وليس من خارجه، ولا يسود إلا تدريس أمثلة يحفظها الكسول قبل المجد.

لذلك أسباب لها أثر سلبي ومباشر على تلقي وتفاعل الطالب مع الدرس البلاغي الجامعي، أجملها في الآتي:

أ‌-     عدم تجديد بعض الأساتذة لطرائقهم في التدريس؛

ب‌-           غياب ربط الدرس البلاغي بالنص الذي ظهر فيه: قرآنا أو حديثا أو شعرا، أو على الأقل ندرة ذلك؛

ت‌-           عدم تحفيز الطلاب على تذوق البلاغة وهي تنبض حياة في منابعها، فلا تقدم لهم إلا من خلال أمثلة تيبست عروقها وتصلبت شرايينها، فلا يحد الطالب بين يديه إلا مادة علمية جافة متكلسة افتقدت كل شروط الحياة؛

ث‌-           غياب أساسيات التدريس إلا في حالات ناذرة:

ü    غياب جذب الاهتمام أثناء التدريس؛

ü     غياب المشاركة في الفصل؛

ü    غياب التغذية الراجعة؛

ü    غياب التثبيت

ج‌-            عدم احترام تخصصات الأساتذة أثناء توزيع المواد بقصد أو بغير قصد، مما ينكس سلبا على الكفاءة والجودة، فليس كل جامعي قادر على الخوض في تدريسها بكفاءة واقتدار عاليين، وبمهنية وخبرة جيدتين، إذا هو لم يكن من أهلها، أو ممن هم، على الأقل، حديثي العهد بتدريسها، ويسعون إلى تحيين معارفهم فيها، ومداومة العكوف على مصادرها؛

ح‌-            ضرورة اعتماد معايير محددة في من يرغب متابعة الدراسة بشعبة اللغة العربية، فليس كل الطلاب أهلا لها، إذ لا تجمع شعبة العربية في غالب الأحوال إلا الحيارى الذين لم يهتدوا لطريق ولا لاختيار؛

 سؤال: ما هي الوصفة الممكنة  لعقد مصالحة بين القارئ والبلاغة:

جواب:الوصفة الأولى والأساس التي وجب اقتسام جُرَعها بين المعلم والمتعلم هي قراءة البلاغة حية من خلال نصوص غاية في الروعة والأدبية، والسعي لبلوغ حالة من الانتشاء والتذوق للنصوص المقروءة التي تحيا ببلاغتها، لنحيى بها نحن كذلك. أما افتقاد الميل، كل الميل للبلاغة، وانعدام العشق الواعي لها، كما هي في منابتها، فلن يوصل لنتيجة مرضية أبدا في تعليمية البلاغة، ولن يكون تدريسها في حال افتقاد مقومات الفهم والالتذاذ بها واستشعار نشوتها، إلا ثقلا على المعلم والمتعلم على حد سواء، كلاهما يسعى لبلوغ نقطة نهاية يستريح فيها من ذلك العبء الذي أعياه شهورا أو سنوات، لذلك لا نريدها تقديمها للطلاب حزمة من الطلاسم، ورزمة من الشواهد المحفوظة المألوفة قد يحفظها المعلم بكثرة الرد والاشتغال، أما المتعلم فليس يحسن حاله حال حمار يحمل أسفارا.

 سؤال: ما هي النصوص أو المصادر أو المراجع التي تنصح بقراءتها؟

جواب: قبل الدعوة إلى قراءة مصادر البلاغة العربية أدعو إلى قراءة  آية في القرآن الكريم ثم الرجوع إلى كتب التفسير ذات التوجه البلاغي كتفسير الكشاف مثلا، أو مفاتيح الرازي،  هناك ستنتظره البلاغة وقد هيأت نفسها لتزف إلى عريس جديد فإن وجدته غرا، انحنت إليه وأخذت بيده برفق لتعلمه كيف يبادلها السلام يدا بيد، حتى إذا هم بالإمساك بيدها تمنعت ومنته بلقاء جديد، وقتها سيسارع إلى ملاقاتها في أقرب فرصة، فإذا به يختلق ألف عذر وعذر لقراءة آية ثانية تقوده إلى حيث سيلتقي البلاغة غضة طرية.

وهكذا كلما تكرر هذا النزوع إلا وارتفعت كفاءة المتعلم التحصيلية، وأصبح قادرا على فهم نص فيه مقومات بلاغية وإن كان يجهل تسمياتها، إذ ليس المهم أن يحفظ التسميات، فهذه استعارة مكنية وتلك تصريحية، بل الأهم أن تكون تلك الاستعارة التي قد لا يعرف تسمياتها ولا تقسيماتها أداة مساعدة له في بناء صرح المعنى، وكل ضروب البلاغة: بيانها وبديعها وعلم معانيها لا تقدم معرفتها معزولة على النص ولا تؤخر، وقيمتها كلها تكمن في مدى إسهامها في بيان معنى النص وتجاوز ذلك إلى تحصيل جماليته لبلوغ درره وأصدافه.

 سؤال: أشكركم الأستاذ مولاي علي سليماني على سعة صدركم في التعاطي مع أسئلتنا، وأتفهم حرقتكم الواضحة في أجوبتكم..وأقترح عليكم أن تذكروا القارئ بأجمل ما قيل عن البلاغة..

جواب:.. فقد قيل لعمرو بن عبيد: ما البلاغة؟ قال: من لم يحسن أن يسكت لم يحسن أن يستمع، ومن لم يحسن الاستماع لم يحسن القول"

       أما ابن المقفع  فالبلاغة  عنده تكمن في الإيجاز يقول: والإيجاز هو البلاغة" ولا شك فهو يقصد الإيجاز غير المخل بالمراد، ونقيضه التطويل الذي قد يكون إما عونا على التواصل أو معيقا له، لذلك سنرجئ الحديث عنه إلى حينه.

وأتمنى لكم التوفيق في مساركم العلمي والإعلامي.

 







تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها


1- تحية

محسن

حوار مفيد لرجل فذين الشقروني ومولاي علي

في 28 مارس 2017 الساعة 12 : 05

أبلغ عن تعليق غير لائق


2- نهارك سعيد

توفيق

فقوله "أول البلاغة اجتماع آلة البلاغة" أي "جودة القريحة وطلاقة اللسان" ولا يتأتى ذلك إلا بالعلم النظري بعلوم البلاغة قبل مباشرة البلاغة اللفظية التطبيقية، أي ممارسة مهارة الكلام

دام فضلكم

في 28 مارس 2017 الساعة 38 : 09

أبلغ عن تعليق غير لائق


اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على هذه المادة
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق





 
إعلانات
 
صورة وتعليق

مفارقة في التعليم
 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  تربويات TV

 
 

»  صورة وتعليق

 
 

»  حركات انتقالية

 
 

»  تشريع

 
 

»  بلاغات وبيانات

 
 

»  مذكرات

 
 

»  مواعد

 
 

»  أخبار متفرقة

 
 

»  أنشطة الوزارة

 
 

»  أنشطة الأكاديميات

 
 

»  أنشطة المديريات الإقليمية

 
 

»  مباريات

 
 

»  كتب تربوية

 
 

»  وجهات نظر

 
 

»  حوارات

 
 

»  ولنا كلمة

 
 

»  وثائق خاصة بمدير(ة) التعليم الابتدائي

 
 

»  الاستعداد للامتحانات المهنية

 
 

»  تكوينات

 
 

»  حركات انتقالية محلية

 
 

»  حركات انتقالية جهوية

 
 

»  حركات انتقالية وطنية

 
 

»  مذكرات نيابية

 
 

»  مذكرات جهوية

 
 

»  مذكرات وزارية

 
 

»  مستجدات

 
 

»  جذاذات أستاذ(ة) التعليم الابتدائي

 
 

»  بيداغوجيا الإدماج

 
 

»  الرياضة المدرسية

 
 

»  المخاطر المدرسية

 
 

»  عروض

 
 

»  تهنئة

 
 

»  تعزية

 
 

»  إدارة الموقع

 
 

»  الدعم البيداغوجي

 
 

»  التدبير المالي لجمعيات دعم مدرسة النجاح

 
 

»  التعليم و الصحافة

 
 

»  تربويات الأطفال

 
 

»  مستجدات تربوية

 
 

»  غزة تحت النار

 
 

»  خدمات تربوية

 
 

»  قراءة في كتاب

 
 

»  أحكام قضائية

 
 

»  أنشطة المؤسسات التعليمية

 
 

»  في رحاب الجامعة :مقالات و ندوات ومحاضرات

 
 
مواعد

مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين أبوابا مفتوحة لفائدة كافة منخرطي المؤسسة بجهة سوس ماسة يومي 07 و08 مارس 2023


المدرسة العليا للتكنولوجيا بكلميم تحتضن المناظرة الجهوية للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بجهة كلميم واد نون يوم الجمعة 01 يوليوز 2022

 
وجهات نظر

تدنيس صورة المعلم في سلسلة (أولاد إيزة)


لماذا نحن امة لا تقرا ؟


هل يتدارك الأساتذة الزمن المدرسي الضائع؟!


هل تلقت النقابات التعليمية هبة حكومية؟!


أما آن للتنسيق الوطني أن يتعقل؟!


التنسيقيات: من قيادة الحراك التعليمي الى المنازعة على مسالة الاعتراف


أبهكذا خطة يمكن إنقاذ الموسم الدراسي؟!

 
حوارات

من يؤجج احتجاجات الشغيلة التعليمية؟!


حوار مع الأستاذ مصطفى جلال المتوج بجائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم


حوار مع الدكتور فؤاد عفاني حول قضايا البحث التربوي، وتدريس اللغة العربية

 
قراءة في كتاب

صدور كتابين في علوم التربية للدكتور محمد بوشيخة


سلسلة الرواية بأسفي الحلقة الأولى: البواكير و بيبليوغرافيا أولية

 
في رحاب الجامعة :مقالات و ندوات ومحاضرات
تيزنيت: ندوة وطنية حول موضوع المحاكم المالية ورهانات تعزيز الحكامة الترابية يوم الخميس 07 مارس 2024

 
خدمات