لمراسلتنا : [email protected] « الأربعاء 24 أبريل 2024 م // 15 شوال 1445 هـ »

​نتائـج الاختبـارات

​نتائـج الاختبـارات الكتابيـة لمباراة انتقاء أساتذة لتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية...

عطلة استثنائية بمناسبة عيد الفطر

أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة اليوم الخميس 04 أبريل 2024 بلاغا إخباريا بخصوص إقرار عطلة...

بلاغ صحفي للحكومة بخصوص عطلة

بمناسبة عيد الفطر المبارك لعام 1445 أصدر رئيس الحكومة بلاغا صحفيا تقرر بموجبه تعطيل إدارات الدولة والجماعات...

تربويات TV

لقاء مع السيد محمد أضرضور المدير المكلف بتدبير الموارد البشرية وتكوين الأطر بالوزارة حول مستجدات الحقل التعليمي


هذا رد التنسيقية على إنهاء الحكومة للمفاوضات مع ممثلي الأساتذة


مسيرة نساء ورجال التعليم بمدينة تيزنيت يوم 2023/11/23


تغطية الوقفة الاحتجاجية أمام المديرية الإقليمية للتعليم بسيدي إفني يوم 02 نونبر 2023


الأساتذة يحتجون امام المديريات الإقليمية للتعليم


كلام يجب أن يسمعه معالي الوزير

 
أحكام قضائية

حكم قضائي بإلزامية إخبار الإدارة للموظف كتابيا بنقطته الإدارية كل سنة تاريخ الصدور : 17 فبراير 2015


أحكام قضائية

 
البحث بالموقع
 
أنشطة المديريات الإقليمية

الرشيدية ...الدورة 14 للبطولة الوطنية في كرة القدم المصغرة في الفترة الممتدة من 28 أبريل إلى 02 ماي 2024


افتتاح القسم الداخلي للثانوية التأهيلية المهدي بن بركة بمديرية تيزنيت


لقاء تربوي بمركزية مجموعة مدارس عمر بن الخطاب بالمديرية الإقليمية لسيدي إفني حول الاطر المرجعية للامتحان الموحد لنيل شهادة الدروس الابتدائية


أكادير ...لقاء تواصلي حول المنصة الرقمية الجهوية ''أنشطتي''

 
أنشطة الأكاديميات

ورشة لتقاسم نتائج دراسة حول العنف بالوسط المدرسي بمراكش


''مشروع إعداديات الريادة'' محور اللقاء التواصلي الجهوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة


أكثر من 156000 تلميذ (ة) استفادوا من الدعم التربوي على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة سوس ماسة


المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتّربية والتكوين لجهة سوس ماسة صادق بالإجماع على قضايا جدول أعماله

 
خدمات تربوية

تربويات الأطفال


تربويات التلميذ والطالب


موقع تبادل (تربويات)


فضاء جذاذات أستاذ(ة) التعليم الابتدائي


وثائق خاصة بمدير(ة) التعليم الابتدائي

 
خدمات

 
 


أضيف يوم 2012-01-08 11:32:07

جريدة المساء العدد 1188: حتى لا تموت عاشة لرشيد نيني




 بمجرد ما أعلن حكم المباراة عن انتهاء المقابلة بانتصار المنتخب الإسباني وفوزه بكأس العالم، خرجت أمواج بشرية في مدن مغربية تلوح بأعلام إسبانيا منتشية وكأن النصر الإسباني يعنيها في شيء. والشيء نفسه حدث عندما تأهل المنتخب الجزائري للمونديال، فقد خرج المغاربة حاملين رايات الجزائر فرحين بهذا التأهل. وبسبب عطش المغاربة إلى الفرح والاحتفال بانتصار ما مهما كان صغيرا، أصبحوا يستضيفون أنفسهم إلى أفراح الجيران. فأزمتنا اليوم في المغرب ليست فقط سياسية واقتصادية وتربوية وإنما هي أيضا أزمة فرح. أصبحنا نبحث عن نماذج في الخارج لكي نقتدي بها ونخلد انتصاراتها ونتطفل على فرحها، لأننا لا نعرف كيف نقدر نماذجنا وأبطالنا حق قدرهم عندما يكونون إلى جانبا، ولا نعرف قيمتهم الحقيقية إلا عندما يلمع نجمهم في بلدان الآخرين...
من كان يتصور أن المنتخب الهولندي سيلعب مباراة نهاية كأس العالم بلاعبين مغربيين، أحدهما مدافع اسمه بولحروز طرده الزاكي عندما كان مدربا للمنتخب المغربي، والثاني مهاجم اسمه أفلاي غادر المنتخب المغربي بسبب حرمانه من الاحتفاظ بجورب مثقوب. لقد أصبح المغاربة يصنعون فرح الآخرين، وعندما يريدون أن يحتفلوا يطلبون اللجوء العاطفي إلى أفراح الآخرين، ويلوحون بأعلام الآخرين ويهتفون بأسماء أبطال ونجوم الآخرين.
لدينا أزمة بطل ونموذج لأننا نقسو كثيرا على نماذجنا وأبطالنا عندما يكونون معنا، ولا نعرف قيمتهم الحقيقية إلا عندما يصعدون منصات التتويج في الدول التي احتضنتهم وقدمت إليهم الاحترام والاعتراف اللذين يستحقونهما.
حتى شواهدنا الدراسية والجامعية والعلمية لم تعد لها القيمة التي كانت لديها في السابق، لكثرة ما أهين حاملوها بالضرب والركل والرفس أمام البرلمان. لقد فقدت الشهادة الدراسية بريقها وتحولت إلى مجرد ورقة لا تصلح لشيء آخر غير التلويح بها في وجه الحكومات المتعاقبة.
قبل عشرين سنة، كانت شهادة الباكلوريا مفتاح المستقبل بالنسبة إلى جميع الأسر. بتلك الشهادة السحرية كان يمكنك أن تلج الجامعات والمعاهد العلمية داخل المغرب وخارجه، وأن تحجز لك مكانا تحت الشمس بين الآخرين.
اليوم، أصبحت هذه الشهادة مدعاة إلى السخرية. كثير من التلاميذ يحصلون عليها بالغش في الامتحانات. وقد تابعنا قصصا مخجلة تتحدث عن طرق تقنية مبتكرة للغش في الامتحانات. المعدلات تنزل سنة بعد أخرى، والمستوى ينحدر نحو الأسفل بشكل مخيف. لدينا اليوم تلاميذ حاصلون على الباكلوريا لا يستطيعون تركيب جملة مفيدة دون أخطاء. تلاميذ لا يعرفون المبادئ الأولية للعربية والفرنسية والإنجليزية، فبالأحرى أن يكونوا قادرين على إجادة هذه اللغات.
ووسط هذا الانحطاط المخيف الذي وصلت إليه شهادة الباكلوريا، تعطينا تلميذة مريضة بالسرطان، أصرت على اجتياز امتحانات الباكلوريا فوق فراش الموت، درسا عظيما في احترام العلم وتقديس المعرفة والسعي نحو النجاح رغم براثن المرض الخبيث المغروزة في جسدها.
عائشة، هذه الفتاة نادرة الشجاعة التي قررت أن تجتاز امتحان الباكلوريا من غرفتها بالمستشفى وأنبوب الأوكسجين داخل أنفها، وذراعها موصول بأكياس «الصيروم»، أعطتنا جميعا نموذجا شامخا في التشبث بالحياة والأمل، ودرسا بليغا في الشجاعة والمقاومة وتحدي الفشل.
عائشة، هذه الفتاة التي خطفتها يد المنون قبل أن تقرأ اسمها في لائحة الناجحين، سيبقى اسمها راسخا في أرشيفات وزارة التربية والتعليم كنموذج للتلميذة التي رفضت الرضوخ للفشل، وأصرت على مبارزة الموت بشراسة وشجاعة، وتمكنت في الأخير من تحقيق حلمها بوضع اسمها ضمن لائحة الناجحين.
عائشة لم تنجح فقط في الإحراز على شهادة الباكلوريا بميزة حسن جدا، بل نجحت أيضا في امتحان الصبر مع لوحة الشرف.
إن شاهدة قبر هذه الفتاة الشجاعة يجب أن تحمل لوحة الشرف هذه، وأن تكتب حروفها بماء الذهب، حتى تكون قدوة ونموذجا يقتدي به مئات الآلاف من أبناء المغاربة الأصحاء الذين أعطتهم الحياة كل الإمكانيات لكي يدرسوا فوق أسرة غرفهم وليس فوق أسرة المستشفيات، ومع ذلك تجد أسرهم كل مصاعب الدنيا في إقناعهم بجدوى الدراسة في الحياة.
هؤلاء الشباب الطائشون الذين أعطتهم الحياة العافية والأسرة والأصدقاء، وعوض أن يتفانوا في دراستهم فضلوا أن يرتموا في أحضان المخدرات، وانتهوا في آخر السنة يضربون أساتذتهم الذين يحرسونهم عندما يمنعونهم من الغش في الامتحان.
إن النموذج الحي لمقاومة المرض والتفاني في الدراسة والتحصيل، الذي قدمته التلميذة عائشة، يستحق أن يبرمج في المقررات التعليمية ويدرس على شكل قصة واقعية في جميع ثانويات المغرب، حتى تكون قصة عائشة درسا لأبناء المغاربة ونموذجا لحب العلم والمعرفة والحياة.
إن أقل شيء يمكن أن تقوم به وزارة التربية والتعليم هو استدعاء والدي التلميذة الراحلة عائشة وتسليمهما شهادة الباكلوريا التي نالتها ابنتهما عن جدارة واستحقاق على فراش الموت، في حفل كبير يحظى بتغطية وسائل الإعلام جميعها. هكذا ستعطي الوزارة قيمة للجهد والتعب والصبر الخارق للعادة الذي أظهرته هذه التلميذة التي لم يمهلها الموت قليلا من الوقت لكي تعانق شهادتها قبل أن تغمض عينيها الذكيتين إلى الأبد.
فما أحوج أبناء المغاربة اليوم، خصوصا المدللين منهم، إلى رجة قوية توقظهم من السبات العميق الذي يخدرهم، وتجعلهم يرون المستقبل بمنظار آخر غير منظارهم الغائم والملطخ بالقلق والتوتر ومعاداة الأمل.
موت عائشة على سرير المستشفى وهي ممسكة بأوراق امتحانها يجب أن يكون درسا لكل التلاميذ الأصحاء والممتلئين بالحياة الذين يخاصمون دفاترهم وكراريسهم وكتبهم المدرسية. ومع ذلك، يريدون في آخر العام الحصول على شهادة الباكلوريا بالغش والذهاب إلى الجامعة برؤوس فارغة مرفوعة إلى عنان السماء مثل رؤوس السنابل الخاوية.
إن هذه التلميذة ليست فقط نموذجا لحب المعرفة، بل أيضا نموذجا لحب النجاح في بلاد تمجد فيها قيم الفشل ويعتبر فيها النجاح جريمة لا تغتفر.
لقد نجحت عائشة في امتحان الباكلوريا، لكن الأهم أنها نجحت في إيصال رسالتها إلى الجميع، مواطنين ومسؤولين. وهي رسالة على قدر من الأهمية بحيث تسائلنا جميعا حول جدوى ما نقوم به. هل نحن مؤمنون في هذه البلاد بمعركتنا نحو التقدم والعدل والمساواة أم إننا غير مؤمنين بهذه المعركة؟
عائشة كانت تعرف، وهي تصارع المرض الخبيث منذ ثلاث سنوات، أنها قد لا تستطيع إزالة مخالب الموت المغروسة في جسدها. لكنها، مع ذلك، ظلت تقاوم كل يوم بشراسة. وحتى عندما ألزمها المرض السرير لم ترفع راية الاستسلام، بل واصلت معركتها إلى أن اجتازت امتحانها الأخير وخرجت منه منتصرة.
نعم، لقد ماتت عائشة وهي في ربيعها الثامن عشر، لكنها نجحت في إحياء بذرة الأمل في قلوب الملايين من المغاربة الذين سيقرؤون قصتها ويطلعون أبناءهم عليها ويقولون لهم.. أنظروا إلى رقدة هذه الفتاة على سرير الموت وهي ممسكة بكراساتها كم هي أكثر صلابة من وقفة الأصحاء.. أنظروا إلى عينيها وهي تراجع دروسها وأنبوب الأوكسجين يخترق أنفها كم هما متقدتان ذكاء أكثر من عيون كثيرين لا يشكون من أي ألم.. أنظروا إلى كبريائها الرائع وهي تتحمل آلام الورم الخبيث وتعارك الموت وتنتزع منه شهادتها قبل أن تستسلم إليه.
إن الدورة الاستدراكية الحقيقية ليست هي تلك الدورة التي اجتازتها عائشة للحصول على شهادة الباكلوريا، بل إن الدورة الاستدراكية الحقيقة هي تلك الدورة التي منحتها عائشة بصبرها البطولي لوزارة التربية والتعليم لكي تعيد إلى شهادة الباكلوريا مجدها وقيمتها التي فقدتها في السنوات الأخيرة، وليس لشهادة الباكلوريا فقط، بل للتعليم العمومي بكامله.
فالأزمة الحقيقية التي يعاني منها التعليم العمومي هي أزمة قيم بالأساس. فعوض أن يغرس التعليم العمومي وبعض رجاله في نفوس التلاميذ قيم الأمانة والتعايش والصدق ومحبة العلم، أصبحوا يغرسون في قلوبهم قيم الجشع والغش والعنف وكراهية العلم والمعرفة.
لقد قدمت عائشة بنجاحها في الحصول على شهادة الباكلوريا-شعبة العلوم الاقتصادية فوق فراش الموت نموذجا فريدا في حب العلم والتحصيل والمعرفة، في زمن تعرف فيه هذه الميادين تحقيرا واستصغارا كبيرا من طرف الجميع.
ستكون عائشة قد ماتت بالفعل إذا لم تصل رسالتها إلى من يعنيهم أمر إصلاح حال هذا التعليم، أما إذا وصلت الرسالة وأعطت مفعولها، فإن عائشة ستظل حية بيننا إلى الأبد.
 شوف تشوف لرشيد نيني
1188 جريدة المساء  العدد






اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على هذه المادة
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق





 
إعلانات
 
صورة وتعليق

مفارقة في التعليم
 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  تربويات TV

 
 

»  صورة وتعليق

 
 

»  حركات انتقالية

 
 

»  تشريع

 
 

»  بلاغات وبيانات

 
 

»  مذكرات

 
 

»  مواعد

 
 

»  أخبار متفرقة

 
 

»  أنشطة الوزارة

 
 

»  أنشطة الأكاديميات

 
 

»  أنشطة المديريات الإقليمية

 
 

»  مباريات

 
 

»  كتب تربوية

 
 

»  وجهات نظر

 
 

»  حوارات

 
 

»  ولنا كلمة

 
 

»  وثائق خاصة بمدير(ة) التعليم الابتدائي

 
 

»  الاستعداد للامتحانات المهنية

 
 

»  تكوينات

 
 

»  حركات انتقالية محلية

 
 

»  حركات انتقالية جهوية

 
 

»  حركات انتقالية وطنية

 
 

»  مذكرات نيابية

 
 

»  مذكرات جهوية

 
 

»  مذكرات وزارية

 
 

»  مستجدات

 
 

»  جذاذات أستاذ(ة) التعليم الابتدائي

 
 

»  بيداغوجيا الإدماج

 
 

»  الرياضة المدرسية

 
 

»  المخاطر المدرسية

 
 

»  عروض

 
 

»  تهنئة

 
 

»  تعزية

 
 

»  إدارة الموقع

 
 

»  الدعم البيداغوجي

 
 

»  التدبير المالي لجمعيات دعم مدرسة النجاح

 
 

»  التعليم و الصحافة

 
 

»  تربويات الأطفال

 
 

»  مستجدات تربوية

 
 

»  غزة تحت النار

 
 

»  خدمات تربوية

 
 

»  قراءة في كتاب

 
 

»  أحكام قضائية

 
 

»  أنشطة المؤسسات التعليمية

 
 

»  في رحاب الجامعة :مقالات و ندوات ومحاضرات

 
 
مواعد

مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتعليم تنظم الدورة التاسعة للأبواب المفتوحة المخصصة لاستقبال طلبات أطر ومستخدمي أسرة التربية والتكوين المشرفين على التقاعد برسم سنة 2024


مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين أبوابا مفتوحة لفائدة كافة منخرطي المؤسسة بجهة سوس ماسة يومي 07 و08 مارس 2023

 
وجهات نظر

بعض الملاحظات حول تنزيل أهداف خارطة الطريق على مستوى السلك الثانوي


اشكالية الزمن في الحياة المدرسية واثرها على الوظائف العقلية والنفسية للمتعلم


تدنيس صورة المعلم في سلسلة (أولاد إيزة)


لماذا نحن امة لا تقرا ؟


هل يتدارك الأساتذة الزمن المدرسي الضائع؟!


هل تلقت النقابات التعليمية هبة حكومية؟!


أما آن للتنسيق الوطني أن يتعقل؟!

 
حوارات

من يؤجج احتجاجات الشغيلة التعليمية؟!


حوار مع الأستاذ مصطفى جلال المتوج بجائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم


حوار مع الدكتور فؤاد عفاني حول قضايا البحث التربوي، وتدريس اللغة العربية

 
قراءة في كتاب

صدور كتابين في علوم التربية للدكتور محمد بوشيخة


سلسلة الرواية بأسفي الحلقة الأولى: البواكير و بيبليوغرافيا أولية

 
في رحاب الجامعة :مقالات و ندوات ومحاضرات
الخبير التربوي الدكتور علي آيت أوشان يضيء معالم تجربته التربوية في تدريسيه اللغة العربية في إطار أنشطة جمعية البيت الثقافي ومحترف الكتابة بكلية الآداب ابن امسيك بالدار البيضاء

 
خدمات