عبد الغني الباعمراني
حملت المذكرة الأخيرة لنيابة سيدي إفني تحت رقم 9560/14 بتاريخ 22/12/2014 في موضوع هيكلة المجلس الإقليمي التلاميذي ، دعوة لمديري المؤسسات التعليمية بالإقليم إلى تنسيق العمل لاختيار ممثلي وممثلات تلميذات وتلاميذ الأحواض المدرسية خلال الدورة الأولى للمجلس الإقليمي التلاميذي المقررة عقدها يوم الأربعاء 31 دجنبر 2014 على الساعة التاسعة صباحا بفندق صفاء بمدينة سيدي إفني قبل أن يتم تأجيلها إلى الأسبوع الأول من يناير لاعتبارات طارئة غير مؤكدة .
وعلى منوال عدد من سابقاتها ، لم تصرح المذكرة هذه بالإطار المرجعي الذي يسندها ، وإنما بدت كالعادة وفية لرتابة إرادتها في الرقي بجودة الخدمات المدرسية ، وجعل التلميذ المرجع الأساس في بناء المخططات والإستراتيجيات التربوية المحلية والإقليمية ، وغيرها من الأهداف المستهلكة التي تملأ فراغات الواقع التربوي الإقليمي بقوة بريقها ، لتنسج في المخيال عوالم أحلام تربوية وردية سئم الفاعلون انتظارها .
أكثر شيء لا يفهمه المستهدفون بالمذكرة ، أسئلة تستبطنها الأنفس وتلوكها الألسن من شرق النيابة إلى غربها ، ومن شمالها إلى جنوبها ، لتظل الإجابة عنها أشياء إن تبد للنفس تسؤها : أليس من العبث تصريف معاناة تنقل عدد من التلاميذ والتلميذات عبر رحلات مكوكية من بطرش مثلا إلى مدينة سيدي إفني في مشاركات لم تحدد لها مضامينها ، ولا أحد يتكهن بفاعليتها ؟ ثم ما حجم استحضار قيمة الزمن المدرسي في تدبير مثل هذه اللقاءات التي تحج إليها من كل فج عميق وفود المشاركات والمشاركين ؟ كيف يستسيغ المنطق التربوي ترسيخ الهيكل الجديد للسلوك المواطن إذا كان اللقاء الأول هذا يستتبع بالضرورة سلسلة لقاءات تستنفر في كل مناسبة جهد الآباء والأولياء والشركاء والفاعلين والمدبرين ، وتأكل من أموال أرصدة الجمعيات المدرسية في التنقلات العشوائية المكلفة والمجازفة في غياب إطار قانوني واضح يحمي المتنقلين . لقاءات يلتهم الفندق بسببها في كل مرة وحين الأصفر والأبيض من ميزانية التسيير الإداري للنيابة مقابل سويعات استضافة تتخللها استراحة شاي ؟ ألم يكن حريا بمن يؤكد على إمكانية بلورة المشاريع التربوية بصفر درهم أن ( يستدمج آليات الحكامة ) أثناء إعداده الجيد لهذه الدورة باختياره ، لقاعة بإحدى الداخليات مثلا ، تحفظ على الأقل للبعد التربوي حضوره في الفضاء المكاني للاجتماع ، وتُبقي لمشاريع تربوية هادفة السيولة اللازمة لإخراجها من قاعة الإنعاش ؟
قد يكون من السابق لأوانه الحكم على نتائج متوقعة تبقيها أحكام الكثيرين من الفاعلين التربويين ضمن الإطار الدلالي الذي يختزله المعنى المكثف للمثل الشعبي المغربي ( منين دازت ليبرا إدوز منو خيطها ) ، لكنه كيفما كان الحال ، سيصبر أولو العزم من المستهدفين بالمذكرة على تلك النتائج حتى تبلغ الخطط والمخططات والاستراتيجيات و... نهايتها ، أو يجعل الله لهم خلاصا من رداهاتها ومتاهاتها.