عبد الغني الباعمراني
لم تكن برودة الجو الشديدة التي تشهدها منطقة أيت بعمران هذه الأيام لتبرد ما سخن في المسؤولين بنيابة سيدي إفني على الإيقاعات الحارقة لما تبثه تربويات الشامخة من مواضيع تربوية مثيرة لعل آخرها موضوع التنظيمات التربوية التي لم تعرف طريق العودة إلى المؤسسات التعليمية بعد الموافقة عليها .
وهكذا ، ( مابردت فيهم ) كما يقال ، حتى صنعوا الحدث صباح الأربعاء 07 دجنبر 2015 وهم يسارعون إلى توزيع التنظيمات التربوية على الخانات البريدية للمؤسسات بمكتب الضبط دون أوراق إرسال. الأخبار التي راجت حول الموضوع ، والتي لا يمكن استقاؤها إلا من الحواريين ( حسي مسي ) ، كشفت أن الزلل الذي أحدثه المقال الأخير كان مباشرا وعميقا ، لدرجة جعلت المعنيين بالموضوع يصبحون منذ الغسق على شر ما كسبت أيديهم لينكبوا جاهدين على معالجة التنظيمات التربوية ، العالقة منذ أزيد من شهرين ، قبل إعادة توزيعها على وجه السرعة على أصحابها .
رد النيابة الذي لم يأت متأخرا ، كشف بالملموس ليس فقط عمق المعطيات ودقة المواضيع ذات الاختلالات التي تثيرها المنشورات الأخيرة ، وهو الأمر الذي يحاول البعض حجبه عن الأنظار بالغربال والتستر عنه في واضح النهار ، وإنما بؤس المسؤولية في اتخاذ القرار ، كما هي العادة لديهم ، والتي تجعل المسؤولين في النيابة ( إخافو أو ما إحشمو ) ، وتجعل وجوههم القصديرية في الإجتماعات ( الله إعطينا وجوههم) ، تتستر في جبن وخفاء وراء وريقات تنقد بها مويه وجهها . كما تجعل جعجعات رحيهم التي لا تفتأ تطحن الكلام اللائك في الإجتماعات لساعات تغدو فيه الطيور خماصا وتروح بطانا ، تبرهن عن عجزها تقديم توضيحات أو بيانات .
قد تكون هذه ، برأيهم ، طريقة ذكية ومهذبة لإزالة الشوكة بدون دم، ونزع فتيل الألغام في إجراء سابق لما قد تحمله رياح الردود والمتابعات والقراءات في الموضوع ، لكن أقوى إشارة حملها ذلك للفاعلين والغافلين ، هي أن بيت النيابة بسيدي إفني أوهن من بيت العنكبوت الذي يترنح لحس الذباب ودبيب النمل .وأن الشكوك التي ظلت تحوم حول جدية المسؤولين و صدقية نواياهم في تحقيق الإقلاع التربوي بهذا الإقليم الفتي الأبي ، على ديدن الحشو الكلامي ، وصناعة الأحلام الوردية في أجرأة الاستراتيجيات والخطط والمخططات والظفر بالسبق في إرساء البرامج وتفعيل المقاربات ، ستتأكد حتما جديتها مع توالي الضربات ، القادرة على خلق التدافعات بين قوى ظلت حريصة على امتيازاتها ومكاسبها وتعويضاتها التي لا تترك في الوحل أثرا ، وبين رواد وفاعلين تربويين قادرين على لي الذراع وقيادة معارك كسر العظمات حتى تنكسر قهرا الدوائرالتربوية الضيقة التي اختنقوا فيها ، فيقضى الأجل للعمل التربوي تحت قهر الخوف والتهديدات وفقر النضالات وتكالب الإطارات ورنين الشعارات ، وطنين الأنشطة المدرسية والنشاطات و... أويتوقف ذلك عند حد من الحدود...
كل يوم ونيابة سيدي إفني بألف خير... فهل أنتم منتهون؟؟؟