( ليس هذا رد على التعليقات بقدر ما هو توضيحات لمزيد من إدراك الهدف من مقالتي )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما كنت أتوقع أو أتصور أن تحمل إلي مقالتي التي نشرت بموقع " تربويات " حول ملف تعيين النواب الجدد ليلة يوم الاثنين فاتح فبراير 2016 ، كل هذا السيل من التعليقات من طرف من هم متتبعون للشأن التربوي عبر الموقع ذاته الذي نشر لي مشكورا وجهة نظري هذه. وإنني في غاية الفرح والاعتزاز وأنا أستعرض وأقرأ بإمعان تلك التعليقات، رغم ما تضمنته غالبيتها من تحامل علي واتهامات لي .
والحقيقة أنني أشعر من أعماق قلبي أن هذا الذي نعتني به زملائي من الأساتذة وكل المعلقين شيء طبيعي جدا في هذا الزمن الذي نعيشه. كما أنني أحترم الرأي الآخر مهما كان. ومن هذا المنطلق أقول للجميع : أن هذا الذي أشار إليه أصحاب هذه التعليقات بنسبة تفوق الـ 90 % ما كان قصدي أو هدفي أبدا مما كتبت. فالهدف والقصد عندي سأعيد توضيحهما بشكل جلي لمن غفل عنهما في مقالتي الثانية هذه. لكن استسمح أولا أصحاب هذه التعليقات الـ 14 لأبدي لهم ولجميع القراء والمهتمين الحقائق التالية :
1 ـ إنني وجدت في تعليقاتكم كنزا ثمينا وفرصة رائعة يسمحان لي بأن أخط بعض الملاحظات حول ما كتبتم ما تفننتم فيه من عبارات القذف في حقي وصلت أحيانا إلى حد الاتهام بمختف الأوصاف التي أظن من قرارة نفسي أنها لا تليق بمن هم أساتذة أجيال المستقبل. وعلى كل حال فأنا أقبل كل هذا وبرحابة صدر لأننا في زمن حرية التعبير، ولا ينبغي لنا تكميم الأفواه.
2 ـ هذه التعليقات بكل ما لها وما عليها تصلح لتكون مادة خصبة لبحث موسع. فكل كلمة فيها أو عبارة تحمل في طياتها الشيء الكثير، ويمكن أن نحللها بتجرد وموضوعية لنخرج منها خلاصات واستنتاجات مهمة. لكن ليس لدي حاليا متسع من الوقت، كما أن ذلك ليس قصدي الآن. ربما أرجع إليه في قابل الأيام.. وسوف أحتفظ بكل هذه التعليقات والخواطر والآراء كما سطرها أصحابها في ملفات الأرشيف لدي حتى أرجع إليها عند الضرورة والحاجة.
3 ـ أظن أن هدفي الآن قد تحقق بالكامل من المقالة. فلم أكن أسعى للحصول على منصب من هذا القبيل ( نائب إقليمي ) بلهفة وقوة بحيث إذا فاتني أندم وأسخط وأتضجر.. أبدا، هذا كله بعيد عني كما أن هذا المنصب بعيد المنال عن أمثالي. لسبب بسيط جدا وهو أن أصحابه غالبيتهم العظمى موجودون مسبقا في اللوائح. ولا تنال هذه المناصب إلا ناذرا بالاستحقاق والكفاءة، بل بأشياء أخرى يعلمها جيدا العارفون من المهتمين من ذوي التجربة في هذا الشأن...
4 ـ دعوني أبدأ الآن في الحديث عما يهمني أكثر في هذه المقالة الثانية حول نفس الملف والتي عنونتها بـ "تعليق على تعليق" نسجا على عنوان برنامج قديم وشيق في هيئة الإذاعة البريطانية "هنا لندن" كان معده العلامة الشاعر حسن الكرمي واسم البرنامج هو " قوق على قول ". فمن أجل تنوير زملائي ممن علقوا على مقالتي التي رفض المعلق الثامن صاحب الملاحظتين أن يطلق عليها حتى اسم " مقالة "، سوف أوضح بإذن الله لمن التبس لديهم الأمر ولم يعملوا قليلا من النظر الثاقب أثناء قراءتهم لها ، حتى يكتشفوا أهدافها الحقيقية التي اتضح الكثير منها الآن بظهور لائحة النواب والقدامى والجدد المنشورة رسميا بموقع الوزارة صبيحة يوم الأربعاء 03 فبراير 2016، ومعها بلاغ الوزارة الذي يحمل أيضا في طياته ما يدل دلالة قاطعة على الكثير مما تناولته في مقالتي. والجدير بالذكر أن مقالتي ـ كما أشرت ـ نشرت بالمنبر الإعلامي " تربويات " صبيحة يوم الاثنين فاتح فبراير 2016.
وقبل أن أدلي بملاحظاتي العامة حول تعليقات القراء الأفاضل، تعقبها بعض التوضيحات والإشارات الخاصة بكل معلق، أود أن أشير إلى أن عدد المعلقين على مقالتي إلى حد الآن هو 14 معلقا من رواد " تربويات ". وقد قمت بتحميل جميع تعليقاتهم باليوم والساعة كما هي دون أن أمسها بتغيير. وللأمانة سوف أرفق نسخة منها بهذه المقالة الثانية حتى تكتمل الصورة لدى القراء الكرام الذين يواكبون ما ينشر بمنبرهم الإعلامي المفضل " تربويات " .
الملاحظات العامة
1 ـ أكثر من 90 % من التعليقات الأربعة عشر فيها اتهامات لي كليا أو جزئيا . ولم يسلم من ذلك سوى تعليقين اثنين أحدهما من الروعة بمكان ليس لأنه أثنى علي، بل لكونه ـ في تقديري ـ هو الذي أدرك بالكامل مبتغاي مما كتبت. وسوف أعود إلى هذا بالتفصيل.
2 ـ إنني لست من الطلاب الملحين للحصول على المناصب العليا من شاكلة " نائب إقليمي " لأنني أقدر جيد المسؤولية العظمى التي تقع على عاتق هؤلاء المسؤولين والتي سوف يحاسبون عليها خاصة في الآخرة أمام الله. وإن كنت وضعت ملف ترشيحي مثل باقي المعنيين المشاركين في التباري فإن قصدي الأساسي هو أن أتبين بوصلة الحكومة الحالية "حكومة دستور 2011" إلى أين تتجه بقطار التنمية بالمغرب من خلال أكبر وأهم قطاع فيه ( قطاع التربية والتكوين )، ومن أجل التأكد من شفافية إسناد مثل هذه المناصب، وبالتالي مدى مصداقية هذه الحكومة في مستقبل الأيام، على الأقل في هذا القطاع الذي أعرفه جيد لأنني قضيت فيه سنوات كثيرة من زهرة عمري.
3 ـ إنني حمدت الله تعالى لأن ملف ترشيحي استبعد منذ الانتقاء الأولي. ولكن لو قدر الله سبحانه وتم اختياري وفزت في النهاية بالمنصب فلن أتهيب أو أرفض مهما كلفني الأمر من جهد وتضحية. فضميري ومواطنتي في هذا البلد العزيز لن يسمحا لي بذلك. وحينها سأبذل ما في وسعي للقيام بواجبي. ولن أتوارى أو أتخاذل إلا إذا كانت هنالك موانع وعقبات تحول دون تحقيقي للمصلحة العامة لمنظومتنا التربوية حسب التصور الشخصي الذي بسطته في مشروعي الذي أظن أنه الوثيقة الأساسية ضمن الوثائق المكونة لملف الترشيح. فآنذاك ما أسهل علي أن أضع طلبا بإعفائي كما فعلت بوضع ملف الترشيح.
4 ـ تكفي هذه الملاحظات العامة لأنتقل بالضرورة إلى التوضيح أوالتعقيب من جهتي على تعليقات زملائي من الأساتذة وكل من له رأي حول ما كتبت. وسوف أتناولها بالترتيب كما وردت بعد مقالتي في " تربويات ".
*التعليق الأول :
ومعه التعليق الثالث لأنهما بنفس العبارات ولنفس الشخص المعلق الذي أقول له بكل صدق وإخلاص : يا أخي الفاضل دع عنك هذا الشخص فليس هو المعني، وهو بريء من مسؤولية مقالتي. فأنا الذي كتبت المقالة وليس هذا الذي تقصده، وأنا لا علاقة لي بنيابة طانطان ولا بجوارها الذي ذكرته بمسافة 126 كلم . كما أنني بعيد شيئا ما عن تلك المنطقة.
*التعليق الثاني :
عنونه صاحبه بـ " بدأت جيدا لكن بداخلك عنصرية اتجاه المعلمين". كما خلط فيه أشياء كثيرة من بينها أنني ربما ملفي تنقصه شهادة الإجازة وأنني عنصري ...الخ . وفي الحقيقة ما هو جدير بالإشارة أكثر في هذا التعليق وفي غيره من التعليقات الأخرى هو ما كالته لي من التهم مثل العنصرية والغرور...وغيرها حيث إن هذه الصفات التي اتهمت بها زورا وأنها تسيء إلى أساتذة التعليم الابتدائي ... وأجدني مضطرا لأقول لهؤلاء جميعا والذين أظن أنهم في الغالب من أساتذة التعليم الابتدائي : إن شيئا من هذا لم يجل بخاطري أبدا. وكوني قارنت في المقالة بين ملف مفتش تربوي للتعليم الثانوي التأهيلي وبين ملف أستاذ للتعليم الابتدائي نعتته أنا بـصفة " مغمور". فسياق المقالة يقتضي ذلك، وكذا تراتبية الأطر في سلم الوظيفة بوزارتنا لا غير. فلا يستقيم أن أقارن بين شخصين من نفس الإطار. أما وصفي له بـ " أستاذ التعليم الابتدائي مغمور" أي بـ"المغمورية" في تقدير ليس فيه أي تنقيص من قيمة أحد لأن الأصل في صفة "المغمورية" هي الطموح الزائد لدى كل واحد منا خاصة إذا كان هذا الطموح غير مقرون بالمؤهلات والشروط الضرورية لمثل هذا المنصب. وإلا فكل إطار قد نجد فيه مغمورين ( أستاذ الابتدائي ـ أستاذ الإعدادي ـ أستاذ التأهيلي ـ مفتش الابتدائي ـ مفتش التأهيلي ...وبقية الأطر). ولا ينكر أحد أن من أساتذتنا الأفاضل بالابتدائي من هم أحسن وأفضل من بعض المفتشين إذا كانت لديهم كفاءات ومؤهلات تفوق ما لدى المفتش التربوي مع احترامي للجميع. فالمقياس عندي ليس هو لفظة "الإطار". ولعلم الجميع فإنني شخصيا استفدت كثيرا من دورة تكوينية مؤخرا (منذ حوالي شهرين)، من بين مؤطريها أستاذ للتعلم الابتدائي كان بارعا في تخصص علمي وتقني غير التدريس. وليس ذلك بمقدور كثير من مفتشينا . ولله في خلقه شؤون. فالناس يتفاضلون ويتمايزون بما يحملون قيم الصدق في العمل ومؤهلات العلم والمعرفة والكفاءة والمبادرة في ميدان العمل ....
*التعليق الرابع :
هو بعنوان "كل يريد تمرير رسالة بطريقته" وجد مقتضب يريد أن يضعني ومضمون مقالتي في سياق معين فهمه هو مما كتبت، لكنه في الحقيقة حشر هو نفسه خارج سياق أهداف ومرامي المقالة.
*التعليق الخامس :
عنونه صاحبه بـ " العلم نور" . وفي الحقيقة هو أفضل تعليق من حيث المبنى والمعنى. فهذا الأستاذ الفاضل هو الذي أدرك جيدا قصدي مما كتبت. فكثر الله من أمثاله وبارك فيه وفي فهمه وفي ثاقب نظره.
*التعليق السادس :
بدون اسم ولا صفة سمى تعليقه بـ "صراخ" وكان إلى جانب صاحب التعليق الخامس ذكيا لأنه اتجه إلى ما ختمت به مقالتي أي الصرخة في وجه رئيس الحكومة محملا إياه المسؤولية الأولى عما ستؤول إليه أوضاع قضية منظومتنا التربوية في ظل هذا الانحدار والذي يتحمل مسؤوليته كل من تم تعيينه من طرفه على رأس كل نيابة أو أكاديمية في حالة عدم أهليته للمهمة.
*التعليق السابع :
أستاذي الفاضل عنونت تعليقك بعبارة " مقال كان من الممكن أن يكون رائعا". وهو تعبير مهذب . ودعني أقول لك أولا بأن العمومية كثيرا ما لا تفلح في بيان المقصود وأنا لن أدس رأسي في الرمال كما تفعل النعامة ، بل كان من اللازم بيان هويتي شيئا ما حتى يتضح ما أريد تبليغه من المقالة . أما ثانيا فأشير بأن الذكاء وحده ـ وإن كان مهما ـ لا يكفي في تقلد مثل هذه المسؤوليات العظام. بل الأساس فيها ينبني على المؤهلات المختلفة والخبرة الميدانية بالقطاع . فإذا لم يتوفر الذكاء لدى الأساتذة والمديرين والمفتشين وغيرهم من القدامى بالقطاع ، فعند من سنجد هذا الذكاء الذي أشرت بعدم توفره لدي ؟؟؟.. وعلى كل حال أشكرك على نقدك.
*التعليق الثامن :
هو من بين التعليقات الأكثر تحاملا على ما كتبت. وصاحبه " محمد " لن أقول له إلا كلمتين خفيفتين : أولاهما "سامحك الله"، وثانيهما : أنصحه أن يراجع أسلوبه الذي كتب به هو نفسه تعليقه، وموعدنا معا ـ إن شاء الله ـ عند مبعث سيبويه ليقارن بين الأسلوبين ويحكم بيننا.
*التعليق التاسع :
الصحفي المتتبع جاء تعليقه تحت عنوان " كلام معقول مشوب باحتقار لمن علَمك " لذا أقول له : إن قرأت هذه المقالة الثانية بإمعان سوف تدرك بإذن الله أنني لم أحتقر أحدا. فليس في ثنايا كلامي ـ إن تم إدراك المقصود منه ـ ما يدل على ما ذهبت أنت إليه. فقط يوجد ذلك فقط في مخيلتك أنت. فلكل مقام مقال ولكل إنسان قيمته ودوره ولو كان مكلفا بأبسط المهام في نظرنا مثلا من يضبط الدخول والخروج وحراسة باب مؤسسة ما. فما بالك بالأستاذ صاحب الرسالة النبيلة...
*التعليق العاشر :
صاحب هذا التعليق فاق في تحامله صاحب التعليق الثامن إلى درجة الحقد. ورغم ذلك أقول له : إن كنت يا أخي بهذه الدرجة فإنني أسأل الله عزت قدرته أن يغير ما بنفسك ويردك إلى صوابك حتى لا تجعل كل المفتشين ـ على الأقل ـ في سلة واحدة وتصب عليهم جام غضبك. وأرجو أن تكمل قراءة هذه المقالة بروية لعلك تغير نظرتك هذه.
*التعليق الحادي عشر :
أستاذي أحمد صاحب التعليق المعنون " مقارنة ليست في محلها ". ربما سبق أن تحدثت بما فيه الكفاية عن المقارنة وسياقاتها. أتمنى أن تكون في ذلك إفادة لك وللجميع.
*التعليق الثاني عشر :
أقول لصاحب هذا التعليق ذي العنوان " كن مطيعا " قياسك خارج السياق ولا معنى له، فنحن جميعا : سواء التلاميذ أو الأساتذة أو النواب أو الوزراء... أوغيرهم نتعلم ونتتلمذ في مدرسة الحياة الكبرى إلى أن نوسد في قبورنا...
*التعليق الثالث عشر :
في الحقيقة صاحب هذا التعليق وعنوانه " وجب الاختصار" من الذين خفي عنهم ما تحت السطور في مقالتي ، لذلك اختصر ما بداخله في عبارات غير لائقة وغير مناسبة لما نحن بصدد الكلام عنه. وعلى كل حال رأيه محترم . أتمنى له مزيدا من التأمل في المقالتين خاصة بعد إعلان نتائج المباراة حول المناصب وبلاغ الوزارة في هذا الشأن الأربعاء الماضي.
*التعليق الرابع عشر ( والأخير ) :
شبيه بالتعليق العاشر : تحامل وحقد لا مبرر لهما وبعيدان عن فهم الهدف من المقال الذي علق عليه . أتمنى أن يقرأ ما كتبته الآن في هذه المقالة الثانية لعله يعيد النظر في موقفه وتصوره ...
وختـــــاما : أضيف بعضا من المعلومات عن شخصي المتواضع، لمزيد من الإضاءة والتنوير، لا غير، فأنا من :
+ من مواليد سنة 1958 بقرية في أقصى الجنوب الشرقي لجهة سوس ماسة (تبعد عن مدينة أكادير بحوالي 200 كلم).
+ حاصل على الشهادة الابتدائية بنفس البلدة في يونيو 1970 .
+ حاصل على شهادة نهاية السلك الإعدادي في يونيو 1974 (إعدادية من الإعداديات القديمة بجنوب منطقة سوس) .
+ حاصل على شهادة البكالوريا سنة 1977 ( في شعبة علمية ) + شهادة الإجازة بإحدى الكليات يونيو 1981 .
+ حاصل على دبلوم المركز التربوي الجهوي يونيو 1979 ( تخصص إحدى المواد العلمية ) بأكادير .
+ مارست التدريس بالإعدادي والتأهيلي لمدة عشر سنوات ( من شتنبر 1979 إلى يونيو 1989 ) .
+ حاصل على دبلوم المركز الوطني لمفتشي التعليم في يونيو 1991 ( مدة التكوين : شتنبر 1989 إلى يونيو 1991 ) .
+ أمارس مهام التفتيش والتأطير التربوي منذ شتنبر 1991 إلى اليوم ...
( ولا داعي لذكر كل المهام الأخرى الموازية التي يستفيد منها الجميع ممن يعملون في قطاع التربية والتكوين ...)
هذا من أجل التوضيح أكثر خاصة لأحد المعلقين الذي ظن سوءا أن مستواي هو شهادة البكالوريا ليس إلا...
وفي الأخير أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا ويقينا سوء القصد والنية .... آمين .
الجمعة 25 ربيع الثاني 1437 هـ الموافق لـ 05 فبراير 2016 م .
مفتش تربوي للتعليم الثانوي التأهيلي.