انسجاما مع مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وسعيا إلى توسيع و تنويع العرض التربوي بالأسلاك التعليمية الثلاث لجعله يستجيب بشكل أفضل لحاجيات سوق الشغل ومستلزماته، خصوصا فيما يرتبط بالكفايات المهنية؛ واستجابة لرغبات التلميذات والتلاميذ في ولوج المسارات المهنية بهدف الاندماج في سوق الشغل أو متابعة الدراسة ما بعد البكالوريا للراغبين في ذلك بمن فيهم الحاصلين على الديبلومات المهنية ولترسيخ الدمج بين التكوين المهني والتعليم المدرسي لفتح آفاق جديدة في وجه التلاميذ ؛أشرف عبد الله بوعرفة المدير الجهوي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجهة كلميم واد نون على يوم دراسي حول المسارات المهنية طيلة يوم السبت 7 ماي الجاري بالثانوية التأهيلية مولاي عبد الله بسيدي إفني، بحضور المسؤولين الإقليميين للمديريات الأربع التابعة للجهة ( سيدي إفني ، كلميم،طان طان وأسا الزاك) وكذا مديري معاهد التكنولوجيا التطبيقية التابعة للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل بمير اللفت وباقي مديري معاهد التكوين المهني بالأقاليم الأربع التابعة ترابيا لكلميم واد نون، بالإضافة إلى رؤساء المصالح والمكاتب والأقسام ومفتشي التوجيه والتخطيط وأستاذات وأساتذة بالأكاديمية والمديريات الإقليمية الأربع ، إلى جانب مديري المؤسسات التعليمية المحتضنة للمسارات المهنية أو التي ستحتضنها بكلميم ومير اللفت وسيدي إفني وأسا الزاك وطان طان وبعض مسؤولي المنابر الإعلامية ،اللقاء الذي سيره مولاي عبد العاطي الأصفر مسؤول القطاع بمديرية سيدي إفني والذي رحب فيه بالحضور كل من موقعه مبرزا أن اللقاء يندرج في إطار مواكبة المخططات التنموية المهيكلة التي أقرها المغرب في مختلف الميادين وما تتطلبه هذه المخططات من كفاءات بشرية متمكنة من العلوم والتقنيات ومتوفرة على مهارات مهنية عالية في مختلف التخصصات،وبالتالي ،يضيف الأصفر، انخراط وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في سلسلة من الأعمال الرامية إلى تقييم حصيلة تطبيق الميثاق الوطني، واستشراف آفاق تأهيل وتطوير المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي، ليفسح المجال بعد ذلك لبوعلام أحمد محمود رئيس مكتب الإعلام والتوجيه وتتبع الدراسة ما بعد البكالوريا المسؤول الجهوي عن التدبير7 الخاص بالبكالوريا المهنية بالأكاديمية والذي أسهب في موضوع البكالوريا المهنية من أجل خلق عرض تكويني على مستوى الثانوي التأهيلي يهيئ لمهن مطلوبة جدا في سوق الشغل،معرجا على أقطاب البكالوريا المهنية ( القطب الصناعي ،الخدماتي والفلاحي) مقدما إحصائيات ميدانية عن البكالوريا المهنية بالجهة ، مفصلا في مجموعة من التحدياتوالإكراهات المطروحة أهمها (التأخر في إصدار النصوص الرسمية المظمة للتوجيه وإعادة التوجيه نحو البكالوريا المهنية ، وتزامنها مع فترة الامتحانات إلإشهادية والدخول المدرسي، غياب رؤية واضحة حول آفاق البكالوريا المهنية و ضعف المستوى الدراسي للتلميذات والتلاميذ المترشحين) مقترحا في الأخير مجموعة من الحلول كتوفير منح تشجع على الإقبال على هذا النوع من التكوين وإحداث شعب أخرى للبكالوريا المهنية وتعميم التجربة على باقي أقاليم الجهة بالإضافة إلى متابعة ومواكبة التلاميذ المستمرة مع تنويع الأنشطة واستعمال جميع الوسائل الداعمة ،ليفتح المجال بعد ذلك للنقاش حيث تطرق مجموعة من رؤساء المصالح والمفتشين والأساتذة الحاضرين إلى مجموعة من الإكراهات الأخرى والتساؤلات والإشكالات المحورية مقترحين مجموعة من الحلول العملية لتجاوزها ،ليجيب بعد ذلك مدير الأكاديمية على التساؤلات مبرزا أن المسار المهني انطلق منذ سنوات في سبع أكاديميات جهوية وأقربها سوس ماسة تيزينت نموذجا مؤكدا أنه لم يتنبه إلى ضرورة استضافة مدير المؤسسة المعنية بتيزنيت لبسط تجربته في ربط التعليم العام بالتكوين المهني ، موضحا أنه يمكن تدارك الأمر حيث ستعمل المديرية الجهوية للوزارة في القريب العاجل وفي إطار التكامل بين الجهات على نقل مديري المؤسسات التي ستحتضن المسارات المهنية والمفتشين إلى تلك المؤسسة بتيزنيت من أجل الاستفادة من التجربة الميدانية ومعرفة المشاكل الحقيقية ،كما أن المسارت المهنية ،يضيف بوعرفة، تتيح للمتعلمين إمكانية العودة إلى التعليم العام في حالة عدم التأقلم ،وأن الموسم المقبل سيعرف مسارا مهنيا يبتدئ من الإعدادي ثم بعده من الإبتدائي لكي يتعرف تلميذ البكالوريا المهنية على مساره المهني منذ الابتدائي ثم الإعدادي ثم يستمر فيه في الثانوي وهكذا إلى الدراسات الجامعية ثم الولوج إلى سوق الشغل ، لينتقل الجميع بعد ذلك لاستراة شاي على شرف الحاضرين ، وبعدها مباشرة تم تقديم عروض أخرى تفاعل معها الجميع في جو من الجدية والنقاش المسؤول وكذا آفاق تطوير التوجيه نحو الممارسات المهنية بالتكوين المهني والتعليم الثانوي. وعرفت هذه العروض المقدمة نقاشا مثمرا، مكن جل الحاضرين من بناء رؤية دقيقة وواضحة لمضامين الرؤية الإستراتيجية في مجال التوجيه، ولاسيما ما يرتبط منها بالتوجيه نحو التكوين المهني بمختلف مراحله ومستوياته ،هذا وأكدت تصريحات متطابقة لمسؤولين تربويين ومديري المؤسسات ومعاهد التكوين التابعة للجهة لتربويات على ضرورة تفعيل تدابير إجرائية قائمة على تثمين التكوين المهني وتوسيع العرض التكويني وتنويعه وتقوية الجسور والممرات بين قطاع التربية الوطنية والتكوين المهني بالإضافة إلى الأطر المرجعية المنظمة للتوجيه حول المسارات المهنية منذ المدرسة الابتدائية، حيث يتم الاشتغال على استكشاف المهن إلى المسارات المهنية بالتعليم الثانوي الإعدادي، وصولا إلى الباكالوريا المهنية مع إطلاع المديرين سواء بالتعليم العام أو التكوين المهني على مستجدات الرؤية الإستراتيجية في مجال التوجيه، ولاسيما المشاريع المرتبطة باكتشاف المهن والمسارات المهنية بالثانوي الإعدادي ثم الباكالوريا المهنية من أجل التبادل المشترك للتجارب بين التعليم العام والتكوين المهني، هذا وأكد عبدالله بوعرفة في تصريح خص به تربويات في موضوع المسارات المهنية أن اليوم الدراسي يأتي في إطار الإرساء التدريجي لنظام مندمج للتوجيه المدرسي والمهني وتعزيز أدوار الجهات في تدبير التوجيه المتعلق بالمسارات المهنية وأسلاك التكوين المهني في إطار تفعيل الجهوية المتقدمة، مشددا على ضرورة استثمار ماهو موجود بالجهة فليس هناك غياب المقاولات ولكن يمكن القول قلة المقاولات بالجهة ،مبرزا في الآن نفسه أننا وجدنا في كل مديرية إقليمية الثالوث الذي سيسهل العملية وهو مؤسسة للتكوين المهني ومؤسسة للتعليم العام ومقاولة ،وبالتالي يجب استثمار ماهو موجود أولا ثم الانتقال إلى أمور أخرى خصوصا وأن المغرب بما أنه يتوفر على مناخ ملائم للاستثمار سيعرف دخول شركات أجنبية ،وفي سؤالنا هل هناك تنسيق بين رشيد بلمختار والعربي بن الشيخ المدير العام للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل فيما يتعلق بالتدابير الإجرائية للمسارات المهنية أجاب بوعرفة قائلا بأن التكوين المهني تابع لوزارة التربية الوطنية وبالتالي فجميع الإجراءات المتعلقة بالتفعيل تم ضبطها على المستوى المركزي وسيتم تنزيلها واقعيا لتجسيد ذلك الاندماج بين قطاعي التربية الوطنية والتكوين المهني مشددا أنه حضر اجتماعات مركزية ترأسها كل من وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والمدير العام للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل وليس هناك أي مشكل في العمل المشترك بين القطاعين وهما يعملان في انسجام تام وتكامل مستمر.