لم يسبق لنساء ورجال التعليم أن وصلوا إلى هذا المستوى من التذمر والاستياء الذي وصلوا إليه بعد المصادقة على النظام الأساسي الجديد المشؤوم ، لقد تعرضوا للإهانة وتم تمريغ كرامتهم في التراب بعدما انكشفت طلاسم وخفايا هذا المرسوم للجميع ، وما زاد الطين بلة هو دعوة الأساتذة لحضور اجتماعات من أجل فهم مضامين المهزلة التي لا يتورعون بوصفها إنجاز عظيم، وما هي في الحقيقة إلا ضحك على الذقون. على الوزير وحاشيته أن يعلموا أن زمن الخنوع والخروج بالأصفار قد ولى ، وأن الكرامة التي ديست في عهده لابد أن تستعاد . ما أخرج رجل التعليم إلى الشارع ليس هو المطالبة بزيادة في الأجر (رغم استحقاق ذلك) الذي اخرج رجل التعليم للشارع هي التراجعات الخطيرة التي جاء بها نظام "المآسي"، رجل التعليم يرفض قطعا إثقال كاهله بمهام لا تمت للتعليم بصلة، يرفض الاستمرار في العمل بالساعات التضامنية التي كانت لها ظرفيتها، يرفض ترك عدد ساعات العمل الأسبوعية غير محدد، يرفض الزحف على مكسب الترقية بالشهادات ورهنها بالمناصب المتاحة، يرفض المباراة التي اقترحت على دكاترة القطاع ورهنها كذلك بالمتاح، رجل التعليم يريد حلا للممونين لأطر الدعم...
رجل التعليم يرفض التعاقد ويطالب بالإدماج التام وكفانا ضحكا على الذقون.
رجل التعليم يرفض ان تفرد له صفحة ونصف من العقوبات في النظام الأساسي الخاص به دونا عن جميع موظفي الدولة وفي جميع القطاعات، كما لو أن الوزارة المشغلة تفترض سلفا عدم الكفاءة والخروج عن القانون لموظفيها أو كما لو أنها تتعامل مع قطاع طرق يجب أن يروا العين الحمراء ليلتزموا بأداء مهامهم.
هاجس رجل التعليم هو هاجس الكرامة المهدورة والقيمة الاعتبارية التي تكالبت الدولة عبر مختلف أدواتها على العبث بها والحط منها إمعانا في إذلال المعلم وتحييدا لدوره في تنوير المجتمع.
معركة رجل التعليم اليوم هي معركة وجودية تسمو بكثير عن المطالب الخبزية.
منقول عن وسائل التواصل الاجتماعي