نظمت نيابة وزارة التربية الوطنية طنجة أصيلة يوما دراسيا حول مجال الحياة المدرسية يوم الخميس 19 دجنبر 2013 بثانوية مولاي الحسن للأقسام التحضيرية تحت شعار"تفعيل الحياة المدرسية مدخل للارتقاء بمهارات التلاميذ ".
و يأتي هذا اليوم الدراسي في سياق استحضار الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الثانية و الخمسين لثورة الملك و الشعب و دعوته السامية إلى "إجراء وقفة موضوعية مع الذات، لتقييم المنجزات، وتحديد مكامن الضعف والاختلالات...." وعملا بالتوجيهات الملكية الداعية إلى اعتماد مقاربة تشاركية بين كل الفاعلين والمهتمين بالشأن التربوي ببلادنا ووجوب " اعتماد النقاش الواسع والبناء، في القضايا الكبرى للأمة.. ".
و قد ترأس اليوم الدراسي بقاعة عبد الله كنون الكبرى المتعددة الاختصاصات مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة طنجة تطوان عبد الوهاب بنعجيبة إلى جانب النائب الإقليمي لنيابة طنجة أصيلة السعيد بلوط و المدير المركزي المساعد المكلف بالحياة المدرسية بمديرية التعليم التقني و الحياة المدرسية عبد العزيز عنكوري و مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير سابقا التيجانية فرتات .
و سجل اليوم الدراسي خلال الجلسة الافتتاحية حضور حوالي 400 إطار إداري و تربوي إلى جانب حضور حوالي 100 من المدعوين و الفاعلين الجمعويين و الفنانين و المثقفين و الصحفيين و المهتمين بالشأن التربوي ، و كان لحضور ضيفي الشرف الفنانين محمد الجم و محمد الغاوي وقعا خاصا لدى الحاضرين.
و قد افتتح اليوم الدراسي النائب الإقليمي لنيابة طنجة أصيلة السعيد بلوط بكلمة ترحيبية رحب فيها بكافة الحاضرين ، و قد اعتبر هذا اليوم الدراسي بمثابة لقاء تعبوي يتم فيه تدارس واقع الحياة المدرسية و تشخيص وضعية الأندية التربوية بالمؤسسات التعليمية ، و ثمن التراكمات الإيجابية و التجارب التي عرفها تدبير مجال الأنشطة التربوية ، و أضاف أنه ينتظر الكثير من الفاعلين الحاضرين في هذا اللقاء و ذلك من خلال اشتغالهم في الأوراش الثمانية ، و خلص إلى ضرورة الخروج بتوصيات قابلة للأجرأة و التنفيذ التي ستبنى عليها البرامج و الخطط لتفعيل الأندية التربوية و الارتقاء بالحياة المدرسية و تحقيق الجودة في المؤسسات التعليمية .
ثم قدم المدير المركزي المساعد المكلف بالحباة المدرسية عبد العزيز عنكوري عرضا شخص فيه وضع الحياة المدرسية في المؤسسات التعليمية بالمغرب ، ووضح المعيقات التي تجعل هذا المجال لا يعرف الثبات و الاستمرارية و الوهج و يكون مناسباتيا نظرا لعدم وجود تحفيزات ضرورية و غياب مأسسة الحياة المدرسية ،و ثمن مجهودات العديد من الأكاديميات و النيابات التعليمية و المؤسسات التعليمية التي تنشط بكثرة في مجال الحياة المدرسية و تعطي إشعاعا لقطاع التعليم.
ثم قدمت الأستاذة التيجانية فرتات عرضا مصورا يبرز تجربة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير طيلة عقد من الزمن خاصة في مجال الفن التشكيلي ، و وضحت كيف يمكن للفن التشكيلي أن يكون له دور في تهذيب و تغيير السلوك نحو الأحسن و الأفضل بالإضافة إلى أنه مجال الإبداع و الإبتكار و الذوق الفني و الجمالي .
بعد ذلك توزع نحو كافة الفاعلين الحاضرين على ثمانية أوراش دامت أشغاله حوالي ساعتين ، و كانت غنية بالنقاشات البناءة و التفاعل الإيجابي بين الأطر المختصة و المهتمة الحاضرة في كل ورشة من الورشات الثمانية و هي على الشكل التالي :
ورشة الإبداع الأدبي، ورشة الفنون التشكيلية والثقافة البصرية ،ورشة الاتصال والتواصل،وورشة أندية التربية على المواطنة وحقوق الطفل ، ورشة المحافظة على البيئة وتهييئ الفضاءات المدرسية ،ورشة الإبداع المسرحي ، ورشة الإبداع السينمائي ،ورشة الإبداع الموسيقي ، و بعد ذلك تم تلاوة التوصيات في الجلسة الختامية التي كانت بالفعل تعبر عن المستوى الرفيع لهذا اليوم الدراسي ، و كل ورشة إلا ولها رزنامة من التوصيات تدعو في مجملها إلى مأسسة مجال الحياة المدرسية ووضع ترسانة قانونية و تنظيمية ملائمة تكون سندا للإدارة التربوية و المنشطين التربويين مع إيجاد طرق للتحفيز و الترقية تلائم العطاء التربوي و الإبداع و الإشعاع حتى يكون تمايز بين الاأستاذ النشيط و الفاعل داخل المؤسسة و الأستاذ الذي يقتصر على أداء الواجب المهني فقط دون الاجتهاد و المشاركة الفاعلة في الحياة المدرسية، و قد ثمن المدير المركزي المساعد عبد العزيز عنكوري التوصيات التي رشحت عن هذا اليوم الدراسي و اعتبرها مرجعا أساسيا سيتم اعتماده في تطوير الحياة المدرسية وطنيا .